134

Rasail Hikma

Genres

============================================================

مقاله، ويستفيد مني في جميع أحواله، فاجيبه عن ذلك بمشيئة المولى سيانه.

وأما قولك باني كتبت في صدور رقاعي : معل علة العلل صفات العلة، فقد ذكرت بعض الكتبة بغير ان تفهمه، ونسيت بعض الكتبة ولم تدركه، ولم تنظر ترتيب الكتبة وما رسمته في سطورها، وذلك لحدود معروفة لا يجوز للكاتب ان ينقص من سطر أو يزيد في سطر، ولو اي اردت ان لا تخفي معانيها على أحد، لكتبتها في سطر واحد من أل الرقعة إلى آخرها، لكني جعلتها في الوسط لأنها ليست من الظاهر ولا من الباطن، لأن اليمين والشمال مضلتان، والوسطى هي الطريق ال النجاة، والوصول إلى غاية الغايات، ونهاية النهايات ، وهي عبادة مولانا جل ذكره وتوحيده سبحانه.

اول اسطر الكتبة كان : توكلت على مولانا جل ذكره، والثاني : وب استعين في جميع الأمور، والثالث : معل علة العلل، والرابع : صفات العله بسم الله الرحمن الرحيم. فقولي : توكلت على مولانا جل ذكره ااردت به لاهوت مولانا الذي لا يدرك بوهم، ولا يدخل في الخواطر والفهم ؛ ما من العالمين أحد إلا وهو معهم وهم لا يبصرون، "يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور" [19/40] ، وهو جل ذكره أعظم من ان يوصف آو يدرك، من اتكل عليه فهو يكفيه جميع مهماته، ولا يقول أحد من جميع العالمين انه توكل عليه ولم يكفه ما همه، سبحانه وتعالى ع ن أقاويل المشركين وأباطيل الملحدين علوا كبيرا ؛ فلو اتكل عليه حسب توكله لكفاه جميع مهماته، وجبر العالمين على مرضاته، لكنه يتوكل عليه بلسانه وفلبه يحذر المشركين ويوري العالم عبادة وهو عابد الصنم اللعين فبهذه الأفعال استحقوا العذاب وهم يعقلون.

Page 594