يحمل هذه الأبيات على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه، والتقدير عنده يناديه باسم معنى الماء، واسم معنى الماء هو الماء بعينه. وكذلك تداعين باسم الشيب؛ أي باسم معنى الشيب، واسم معنى الشيب هو الشيب بعينه. وكذلك قول لبيد: ثم اسم السلام تقديره عنده: ثم اسم معنى السلام، واسم معنى السلام هو السلام بعينه، فتأولها أبو عبيدة على أن في الكلام زيادة، وتأولها الفارسي أن في الكلام حذفا، وهو ضد قول أبي عبيدة. والقول الأول لا يوجب في الكلام حذفا وهو قول ضد قول أبي عبيدة، والقول: [الثاني لا يوجب] زيادة ولا حذفا، فهو أولى بالتأويل. فمما يمكن أن يتأول على هذا قوله تعالى: ﴿سبح اسم ربك الأعلى﴾ [الأعلى ٨٧: ١]، تقديره: سبح مسمى ربك، وكذلك قوله تعالى: ﴿ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها﴾ [يوسف ١٢: ٤٠]، أي: مسميات.
وإنما قلنا: إن هاتين الآيتين يمكن تأويلهما على هذا، ولم نقل: إنه لا يجوز غير ذلك؛ لأنه يمكن تأويلهما على أن الاسم غير المسمى، لأن التسبيح في اللغة هو
1 / 101