فمما صرح فيه بلفظ الاسم قول ذي الرمة:
(كأنها أم ساجي الطرف أخدرها ... مستودع خمر الوعساء مرخوم)
(لا ينعش الطرف إلا ما تخونه ... داع يناديه باسم الماء مبغوم)
ووصف غزالا استودعته أمه في الخمر، وهو كل ما يواري الإنسان من شجر وغيره.
والوعساء: رملة لينة. ومرخوم: محبوب، يقال: أرخى عليه رخمته أي: محبته.
يقول: هو نائم في الخمر، لا ينتبه من النعاس إلا إذا تقفزته أمه للرضاع فصاحت به: يا ماء، وهو حكاية صوت الظبي. ويعني بالداعي أمه. والبغام: صوت الظبي. يقال: بغمت الظبية فهي باغمة، والمدعو به مبغوم به، فتقديره: يناديه بمسمى الماء، أي: بالصوت المسمى يـ"ماء"، فوشع الاسم موضع المسمى، وصارت الفائدة من قوله: يناديه باسم الماء ومن قوله: بالماء واحدة.
وقد بين ذو الرمة [ذلك] في قصيدة أخرى فقال:
(فنادى به ماء إذا ثار ثورة ... أصيبح نوام يقوم ويخرق)
1 / 98