(والليل منحفز يطير غرابه ... والصبح يطرده بباز أشهب)
ورأيناك لك - أبقاك الله - تصحيفا طريفا في قول المعري:
(تحلي بأسنى الحلى واجتلبى الغنى ... فأفضل من أمثالك النفر الشعث)
(يسيرون بالأقدام في سبل الهدى ... إلى الله حزن ما توطأن أو وعث)
(وما في يد قلب، ولا اسؤق برا ... ولا مفرق تاج ولا أذن رعث)
ثم كتبت عليه: "هذا وهم"، وصوابه: "واجتنبى الغنا". وكتبت على الحلي: "الخلق"، وكتبت: المعنى مفهوم وعليه يدل ما بعده وخاصة الثالث من الأبيات. وليس لذكر الخلق واجتنال الغنى مدخل في هذا الشعر، ولا علم كيف قام ببالك أن البيت الثالث يدل على استحالو ذكر التحلي بالحلة واجتلاب الغنى في البيت الأول؟ إلا أن تكون توهمت أنه نفى القلب و"البرا" والتاج والعرث عن المرأة المخاطبة، وليس كذلك، وإنما نفى هذه الأصناف من الحلى عن النفر الشعث، وأراد بهم الحجاج فقال: الحجاج الشعث الذين لا يستعملون شيئا من أصناف الحلى زهادة في الدنيا، وانقطاعا إلى الله - تعالى - أفضل منك ومن أمثالك ممن يتحلى بالحلى، ويجتلب أخلاف الغنى، ويظن الفضل في ذلك.
وكذلك فعلت في قول المعري:
1 / 56