ووجدناك لما وصلت بالمطالعة إلى قول المعري:
(ثلاثة أيام هي الدهر كله ... وما هن غير اليوم والأمس والغد)
وجدت "غير" في البيت مرفوعا فأثبته في الطرة منصوبا، وضبطت النصب ضبطا محكما، فما الذي حاولته بما فعلت؟ أحسبت أن الرفع لا يجوز أم أردت أن "ما" يجوز نصب خبرها ورفعه؟ إن هذا لمن أعجب الأعاجيب.
ولقد أحسن القائل إذ يقول:
(وهلك الفتى ألا يراح إلى الندى ... وألا يرى شيئا عجيبا فيعجبا)
ووجدناك لما وصلت بالمطالعة إلى قوله:
(ولم يثبت القطبان فيه إلا تخيرا ... وما تلك إلا وقف عن تبلد)
ولم ترض بقولنا الذي قلناه، وكتبت: ما لنا ولهذا الاقتحام؟ ! وما أراد أن يصف طول الليل وثبوت النجم بثبوت القطبين وعدم الحركة؛ كما قال الكندي:
1 / 48