============================================================
بان كان نوجود أعن عدم فإن تهويه ائسا، اى كونه يصير شييا موجودا بد ان لم يكن، هو كون؛ والكون أحد أنواع الحركة، كما أبان الكندى فى مواضع اخرى (فيمايلى مثلا، وفى رسائل أخرى)؟
وإذا كان هذا الكون (الحركة) لم يسيق ذات جرم العالم ، فهو ذات جرم العالم؛ واذن فوجود العالم (كونه الذى هو حركة) لا يسبق الحركة؛: وقد كان الفرض أنه كان ساكنا؛ فهو موجود ساكنا، ومعدوم ساكنا ؛ وهذا تناقض؛ واذن قالجرم ، إن كان موجودا عن ليس (عن عدم) ، لا يمكن ان يسبق الحركة، أى لا يمكن أن يكون كان ساكنا، ثم تحرك ولو كان لم يزل سا كنا بالفعل، ثم تحرك بالفعل ، لوقضا فى تناقض آخر ه وهو أن القديم يتغير؛ وهذا تناقض .
ثم يتكلم الكندى عن تساوق الزمان والحركة والجرم ، بحيث لا يسيق بعضها عضا، على النحو الذى ضرفه فى رسائل الكندى الثلاث التى تقدمت الإشارة إليها .
وهو ينتهى، من وجوب أن جرم العالم لايسبق الزمان، إلى أن يكون جرم العالم حادثا؛ ويحاول أن يثبت بطرق متعددة أن الزمان متناه : فمن ذلك أنه لو كان قبل كل زمان زمان أبدأ وإلى غير نهاية، ومرضتا فى هذا الزمان الذى لا نهاية نه نقطة ما ، لما أمكثنا أن نفتهى إليها أبدا؛ لأن قبلها فى القدم زمانا لانهاية له ، وقطع ما لا نهاية له مستحيل ؛ هذا من جهة .
ومن جهة أخرى فإن من النقطة المفروضة المعلومة إلى ما لا نهاية له قدرأ من الزمان معلوما متناهيا من آخره ؛ ولكنه غير متناه من أوله، فهو إذن متناه لا متناه ، وهذا تنافض.
Page 142