قالت البرامكة: رسائل المرء في كتبه دليل على عقله وشاهد على غيبه، قال الشاعر:
وتنكر ود المرء في لحظ عينه
وتعرف عقل المرء حين تكاتبه
آخر:
وشعر الفتى يبدي غريزة طبعه
وبالكتب يبدو عقله وبلاغته
الشعبي: يعرف عقل الرجل إذا كتب وأجاب.
العتبي: عقول الناس مدونة في كتبهم . ابن المقفع: كلام الرجل وافد عقله.
وشبهت الحكماء المعاني بالغواني والألفاظ بالمعارض، فإذا كسا الكاتب البليغ المعنى الجزل لفظا رائقا، وأعاره مخرجا سهلا؛ كان للقلب أحلى وللصدر أملى، ولكنه بقي عليه أن ينظمه في سلكه مع شقائقه كاللؤلؤ المنثور الذي يتولى نظمه الحاذق، والجوهري العالم يظهر بإحكام الصنعة له حسنا هو فيه، ومنحه بهجة هي له، كما أن الجاهل إذا وضع بين الجوهرتين خرزة هجن نظمه وأطفأ نوره، كان حبيب بن أوس ربما وقع على جوهرة، فجعلها بين بعرتين. قال الشاعر:
ولو قرنت بدر فاخر خرزا
Unknown page