ولهم الضيافة عامة شاملة في جميع البادين منهم، والإيثار على النفس والجود بالموجود، وأفضل العطاء جهد المقل.
وقال عثمان بن أبي العاص: لدرهم يخرجه أحدكم من جهد، فيضعه في حق خير من عشرة آلاف درهم يخرجها أحدنا غيضا من فيض. ولولا ما تواصوا به من الضيافة، وتحاضوا عليه من الإيثار لمات الخير وأبدع به دون غايته. وقال أرطاة بن سهية:
وما دون ضيفي من تلاد تحوزه
إلى النفس إلا أن تصان الحلائل
وقال ابن أبي الزناد: قال عبد الملك بن مروان: ما يسرني أن أحدا من العرب ولدني إلا عروة بن الورد؛ لقوله:
وإني امرؤ عافي إنائي شركة
وأنت امرؤ عافي إناؤك واحد
أتهزأ مني أن سمنت وأن ترى
بجسمي مس الحق والحق جاهد
أقسم جسمي في جسوم كثيرة
Unknown page