وصبا وإن كان التصابي أجدرا
لأعاد تفاح الخدود بنفسجا
لثمي وكافور الترائب عنبرا
فالتفاح ليس من جنس البنفسج؛ لأن التفاح ثمرة والبنفسج زهرة، وقد أجاد في جمعه بين الكافور والعنبر؛ لأنهما من قبيل واحد. ولو قال:
لأعاد ورد الوجنتين بنفسجا
لثمي وكافور الترائب عنبرا
لأجاد الوصف، وأحسن الرصف؛ لكون الورد من قبيل البنفسج؛ فهذا النوع فافتقد، وهذا الشرع فاعتمد.
قال أبو الريان: ولفضلاء المولدين سقطات مختلفات في أشعارهم، أذاكرك منها في أشياء؛ لتستدل بها على أغراضك لا لطلب الزلات، ولا لاقتفاء العثرات، كان بشار تتباين طبقات شعره فيصعد كبيرها، ويهبط قليلها كثيرها، وكذلك كان حبيب بن أوس الطائي، فإذا سمعت جيدهما كذبت أن رديهما لهما، وإذا صح عندك أن ذلك الردى لهما أقسمت أن جيدهما لغيرهما، قال: ومما يعاب من الشعر الافتتاحات الثقيلة مثل قول حبيب أول قصيدة:
هن عوادي يوسف وصواحبه
فعزما فقدما أدرك الشأو طالبه
Unknown page