قال أبو الريان: ومن عيوب الشعر اللحن الذي لا تسعه فسحة العربية كقول الفرزدق:
وعض زمانا يا ابن مروان لم يدع
من المال إلا مسحتا أو مجلف
فرفع مجلفا وحقه النصب، وقد تحيل له بعض النحويين بكلام كالضريع لا يسمن ولا يغني من جوع. وكقول جرير الخطفي:
ولو ولدت قفيرة جرو كلب
لسب بذلك الجرو الكلابا
فنصب الكلاب بغير ناصب، وقد تحيل أيضا بعض النحويين على وجه الإقفاء أحسن منه، فاحذر هذا ومثله، وإياك وما يعتذر منه بفسيح من العذر فكيف بضيق ضنك، قال: ومما يعاب به الشعر ويستهجنه لنقد خشونة حروف الكلمة كقول جرير:
وتقول بوزع قد دببت على العصا
هلا هزئت بغيرنا يا بوزع
وهذا البيت في قصيدة من أحلى قصائد جرير وأملحها وأجزلها وأفصحها، فثقلت القصيدة كلها بهذه اللفظة، وللفرزدق أيضا لفظات خشنة الحروف كهذه تجدها في شعره، قال: ويكره النقاد تعقيد الكلام في الشعر، وتقديم آخره، وتأخير أوله، كقول الفرزدق:
Unknown page