Rasail Ahzan
رسائل الأحزان: في فلسفة الجمال والحب
Genres
2
في الحب وفي البغض سواء»، ثم تقول: «ولعلها رفعتك إلى الشمس والقمر والنجوم؛ لأنهم عشيرتها وأهلها ... فأنت تخاطبني في رسالتك الأولى وكأنك مرتفق
3
تحت جناح جبريل أو متكئ على بساط الريح، فتصف ما لا عهد لنا به من كلام مفوف كأنه غرف الجنة تفويفها لبنة من ذهب وأخرى من فضة، وتفويف كلامك جملة من الحب وجملة من البغض، وتنعت غراما كأنما فصل لك ثوبه من سحابة يمر فيها مقراض البرق، ففي كل ناحية منه فتق من النار»، وتسألني: كيف أجعل نفسي كالميت فلا أكتب إليك إلا يوم تحين الوصية ... ولا أخبرك إلا وقد حلت عقدة القلبين وانفسخت ألفة ما بينهما؟ •••
فيا ويحك ألا تعلم أن مرجل الباخرة حين ينقلب ماؤه لهبا أبيض فوق اللهب الأحمر؛ ينفث نفثة المارد الممدود بسلاسله في قاع الجحيم، فيرمي بسهام من الذر المحرق لو كان في جهنم رهج يثور لما كان إلا دقاق ترابها،
4
أم تراك لم تدرك من رسالتي أني أسع من بغض من أحببت فوق ما يملأني، و،ن هذا البغض وجه آخر من الحب كالجرح ظاهره له ألم وباطنه له ألم، وما يمسه من ظاهره غير ما ينكت فيه من باطنه، أم حسبت أني أزين لك صور الكلام وأزخرفها بألوان لا تلتمس إلا لرونقها وانسجامها وحسن تآلفها فمنها الأسود؛ لأنه أسود، ومنها الأحمر؛ لأنه أحمر، ومنها لون قلبها؛ لأنه لون قلبها ...؟
كلا ثم كلا فلا تنهدم علي
5
بمثل ما كتبت، واعلم أنه هو ما وصفت لك، وأن السحابة التي تراها تدمع حينا لا يبعد أن تراها قد تلففت على صاعقتها ثم اجتمعت أرحاؤها وبواسقها
Unknown page