============================================================
وسقل ابن سبعين بالايجاد والتجديد والابقاء ولا يفارقه ولا يغقل عن خلقه طرفة عين، فيحصل للمسترشد بذلك العلم بخالقه، وقلة الاغتباط بالمحدث، والميل الى القديم الأزلى ، ومحبته وصرف هته اليه ويتلذذ بعبادته وطاعته وححبته، ويتأنس بنادمته ومناجاته فى الضير، ويشاهد كلته وقدرته في العالم المطلق، فيذهل بذلك عن اللنات العرضية المتبدلة وترجع لذته جوهرية وروحانية ثابية، ويرتفع عنه خوف المحدث ورجاؤى إذ هو فى الافتقار والانفعال والحدوث سواء معه، ويتبين له أن المثل المنفعل لا يفعل، فيزول من قلبه واعتقاده ربانية الحلوقات، ويخرج من ذلك الكون ويتحرر ويعتبر بملاحظة فاعله ومشاهدته في الكون، وفي الحال، وفي التوم ويتال بذلك سعادته، فاعلم ذلك.
وبالجملة قوله: ما سرورك إن صدر، إلا وساء كدر أراد بذلك التنبيه على تبدل السرور العاجل، وقلة ثبوته وأن يظهر للمترشد خساسة الدنيا، وإن لنتها يشترك الانسان فيها مع الحيوان غير العاقل، وإنها ليست من الخيرات المطلوية عند السعداء فيصرف هته للحيرات الثلاث أعني: الذى يراد لناته لا لغيره والذي يراد لناته ولغيره والذي يراد لغيره لا لناته.
وهذه الخيرات ذكرها سيدنا في والرسالة الفقيرية وفي وبد العارف وفي شةالحكم وسرور السعيد لا يكون بالدنيا، ولا بزهرتها، ولا يعتبر الا نعمة الله الموصلة الى رضوانه وكدره بضد ذلك فاذن السرور المعتبر عند السعداء هو طاعة الله عند العيد وظهورها على محله ظاهرا وباطنا، والكدر خالفته.
ونقول: الورذ محبة الله تعالى، إذ هي سبب القرب مته، والسرور ما يحصل من اللذة عند تحصيل المقامات المقربة إليه، والكدر: هو الفترة التي تضعف محبته، والكدر الذى نع من التوجه إليه.
ونقول: الورة: هو التوجه الى الله بالصدق والإخلاص، والسرور: هو اللذة الحاصلة صحبة الأحوال الكاشفة، والخواطر الصادقة، والبواده والمواجس، والعلوم اللدنية والإلمامية وما أشبه ذلك والكدر: هو ذهاب الأحوال وما ذكر، وانصراف المتوجه الى حالكه الأولى وروية الإحساس والأغيار.
وتقول: الورد: هو التحلق بالاسم والسروز: هو مشاهدة المسمى، والكدر: مجاهدة النفس عند الشروع فى تحصيل ذلك وبعد التحصيل في حفظ الاسم ونقول: الورد: مقام المراقبة والسرور: حفظ الأحوال، والكدر: ضبط القوانين،
Page 56