380

============================================================

وسال ابن سبعن ماهيته، لا أنها محمولة عليه مبثوثة فيه، ولا كما هى في الجواهر الروحانية المذكورةه بل هي وحدانية محضةه لأنها مبسوطة في خاية البساطة والتتزيه، والعلم بأن الذات الأزلية فوق ما يتوهم الحكيم بصنائعه، وفوق كل اسم تسمى بهه لأنها لا يليق مها تعليل الصنائع، ولا يفرض التمام والنقصان عليها، لأن الناقص غير تام، ولا يستطيع على تكميل شيء، ولا أن يفعل فعلا تائ.

والتام وإن كان مكفى الوجود بنفسه، فإنه غير قدير على اليجاد الأشياء المذكورة قبل، والعلم بأن الروح الكلى الذي يطلق بأساء ختلفة وينوع منه الاسم عند الحكماء وأهل الحق من الشرائع، ويعرف موجده ويدبر بعض الأشياع وبالذى يدبره هو الحئ وهو لله حاصة، وبالذي يعلمها هو عقل، فإن خاصة العقل العلم، بل ماهيته العلم وكماله وسامه آن يكون مدبرا عالما، والعلم بأن واحب الوجود موجود مع الأشيات ومقوم لوجودها على حالة واحدة، وليست الأشياء السنفعلة الترعة موجودة فيه على حالة واحدق كل شىء من الجواهر الروحانية يأحذ منها بقدر قوته، وبالذى جعل فيه من القبول.

ومنها ما يقبله قبولا واحدا، ومنها بضد ذلك ومنها ما يقبله قبولا دهريا، ومنها ما يقبله قبولا زمانيا، ومنها ما يقبله قبولا روحانيا، ومنها ما يقبله قبولا جرمانيا، والعلم بأن الأول الحق في غاية من التزيه، وأن وحدته تامة، وأنه منزه عن الذي قاله الرواقيون، فانهم يعتقدون أنه ناهب فى الأشيات وأنه ليس كرة العالم، وهو بالبرهان الزم وأوكد في الأشياء مما قالوه فلا أدركوا حقيقة التزيه، ولا قدروا الله حق قدره والعلم بأن الجواهر العقلية غير متكونة من متقدم عليها يكون مثلها، وكل جوهر قائم بناته فهو غير متكون من شيء آخر، وإسا أوله وسببه وأصله وبده كلمة الحق التي تعلق بالمعدوم وتوجده وتعلق بالموجود وتعدمه وتعلق بالحادث وشركه على حاله وبالجلة هى القائمة على كل شيء ومبدعة كل شىء ومبقية كل شيء: والعلم بأن كل جوهر قائم بنفسه قد حصصه الحق وآبرزه لمطالعة جلاله، وأظهر عليه كل شرف حود فانه غير واقع تحت الفساد، والعلم بأن كل جوهر متغير دائر غير ثابت على حالة واحدة قهو اما تحت الأشياء المتركبة، وإما محمول على موضوع أحر غير ذاته، وذلك أن الجوهر إما أن يكون متتقضا إلى الأشياء التى منها تكون فيكون مركبا منها، وإما أن يكون محتاجا في ثباته وقوامه إلى حامل، فإذا فارق حامله فسد ودثر، فإن لم يكن الجوهر مركبا ولا محمولا كان مبسوطا، وكان دائما لا يدثر ولا ينتفض البتة.

Page 380