============================================================
رؤية العطايا والكرامات، لأن في قطعها الوصول إلى الرب سبحانه وتعالى: وحكي أن بعض العارفين حج، فلما فرغ من شأن الحج أحرم من الناس ال ولبى مرة أخرى، فقيل له: ياهذا مضت أيام الحج، فما هذا؟ قال: أحرمت أولا، من الوطن إلى البيت، الآن أحرمت من البيت إلى صاحب البيت: وحكي أن بهلول المجنون دخل يوما بيت الله الحرام ساكنا مبهوتا مدهوشا فقال له رجل: سل مني حاجتك ؟ قإنك في بيت الله تعالى. فقال : ليس من مروعة الرجل أن يسأل في بيت الله غير الله، ثم أنشأ يقول دى ير او حشى اقردن ى ردنى ف قفره اقلقى ف وطن
قال الشيخ بركة المسلمين أبو القاسم الجنيد : معاشر القاصدين إلى الله تعالى والى مواصلته اعرفوا مراتب القاصدين وسيرهم، واسلكوا سبيلهم ولا تستوحشوا من قله أهلها، واجتهدوا إخواني في السير فإن المدة قليلة، وقد آن ذهاب أوانها، فإن المصير إلى الله قد دنا والمتقلب قدقرب، والرحيل من هذه الدار كثيرة الاكدار إلى مقعد صدق عند مليك مقتدر، يا معاشر القاصدين يا إخواني وفقكم الله تعالى، ينبغي لكل حرقصد الله سبحانه وتعالى أن ينتقل إليه بالكلية ويستسلم له وينقطع إليه ويفوض أامره إلى الله بالكلية، وأن ينفرد ويرتحل عن الكل إلى الكل، ويفرغ قلبه عن شفل لا يفيده بالكلية إلى شغل لا غنى له عنه، بل إلى من لا غنى له عنه أصلا، إخواني جاء الموت وذهبت الدنيا بالكلية، وفات المقصود والمطلوب بالكلية، فالسعيد من داوم بالقصد إلى الله تعالى وخرج من الدنيا طائعا قبل أن يخرج منها كارها، فهذا بيان القصد إلى الله تعالى ومواصلته، وما ينبغي للقاصدين من التهيؤ حتى يكونوا للمقصود أهلا، فاذا حالت وفاتت من هذه حالة أو علم الله منه صدق طلبه وقاطعه أوان أجله أمر الله ملائكته بالتحية والصلاة عليه وباهى به الملائكة الكرام، لأنه مركب من شهوة ونفس وعليه أعداء يمكرون به ويسولون له دنيا حاضرة وبلايا متواصلة، فيا لها من همة عليه ونف زكية، يجعلها الله عنده في حضرته مقبولا وتحت حجاب
Page 85