============================================================
السماوات والأرض بكل ما فيها! فقال له موسى عليه السلام: فهل تشتهي شيثا؟
قال: شربة ماء. فذهب موسى عليه السلام فأتى إليه بشربة ماء فوجده ميتا فحزن موسى عليه السلام عليه حزنا شديدا وتركه ومضى ليأتيه بكفن، فلما رجع فإذا أسد ياكله فطرح موسى الكفن، وقال: يا رب زعمت أنه من أوليائك وأهل قربك، فلما فعلت به ذلك به؟ قال: يا موسى هكذا فعلي بكل من آرادني وانقطع إلي ثم مال قلبه إلى غيري، وإني غيور على أحبابي، صرفت عنه ما سواي بالكلية.
وحكي أن شابا من أهل المعرفة قصد زيارة بيت الله الحرام ومعه رفيق، فلما وقع نظره إلى البيت استأنس به، وجعل ينظر إليه ثم جعل يضرب وجهه بيديه، حتى رجت عيناه، وسقطتا على الأرض، ومات مكانه، فبكى عليه رفيقه، وحرن حزنا شديدا، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال: إلهي لم صنعت هذا بصاحبي ورفيقي؟ فإذا بهاتف يقول: هكذا فعلنا بمن أقبل إليناثم نظر منا إلى غيرنا.
وكان سري السقطي كثيرا ما يقول: اللهم إني أعوذ يك من ذل الحجاب وسوء المنصرف عنك بعد القصد إليك، فإنك خير جليس وانيس وحكي أن رجلا أتى إلسى باب زييدة، فقال: إني عشقتها، فأخبروها بقصته.
فقالت: اثتوني به، فاتي به اليها. فقالت له: أصادق أنت فيما تزعم؟ فقال: إني عشقتك. فقالت: ياهذا لا تقل هكذا فإن لي ولك فيها ملامة أعطيك ألف درهم ولا تقل قال: لا أريد، فقالت: أعطيك ألفين، فقال: لا أريد مثل ذلك. حتى بلغت إلى عشرة آلاف درهم، فقبل الرجل تلك الدراهم ورضي بها عنها، وترك مقالته بعشقها، فأمرت زييدة بضرب قفاه، فمازالوايضربوه على القفاحتى قتلوه. فقالت: هذا جزاء من ادعى عشقنا ومحبتنا، ولم يكتف بنا عما لنا، فما من عارف سمع بهذه القصة في ذلك الوقت إلا فزع حتى غشى على بعضهم، وقالوا: مخلوق ادعى محبة مخلوق، فلما مال منه إلى غيره حل به ما حل فكيف بمن ادعى محبة رب العزة جل جلاله.
ل وحكي أن أبا سعيد قال: سألت رجلا من أهل المعرفة متى يصل القاصد إلى الله تعالى؟ قال: لقد سألت عن أمر عظيم، فانما قبل ذلك عقبة وبحار وأودية وقفار، فمتى لم تقطعهالم تصل إليه، وهى عقبة الدنيا، وبحر النفس، وأودية الخلق، وقفار
Page 84