Rajul Wa Mara
الرجل والمرأة في التراث الشعبي
Genres
وتذكر مسز ودري ريتشاردز التي سجلت دراساتها الميدانية الأنثروبولوجية داخل قبائل البامبيا في شمال روديسيال أن الحكومة العنصرية شجعت عن طريق الإرساليات منع انتساب الشبان إلى أمهاتهم، وتشبها بالأقلية الإنجليزية عليهم أن ينتسبوا لآبائهم.
كما أن رحيل الرجل للعمل في مناجم النحاس قضى على عادة أو نسق مبدأ إقامة الرجل في موطن زوجته، وحتمية أن يجيء من قريته الأصلية، وهي المكان الذي ولدت فيه أمه وأخواته.
كذلك كان لفيرث سبق الريادة في دراسة نظام أو نسق الزواج بأكثر من زوجة واحدة، وهو النمط الشائع في العالم الإسلامي والصين وأجزاء كثيرة من أفريقيا، خاصة الأوقيانوسية.
وسجل ملاحظاته على النحو التالي: بأن مثل هذا الزواج عادة ما يمارسه الأثرياء، وهم عادة رجال تخطوا الخامسة والأربعين.
كما أن من أسبابه الإشباع الجنسي لا على اعتبار أنه مجرد شهوة، ولكنه إشباع لما يمكن اعتباره رغبة طبيعية، بالإضافة إلى ما يتصل بالمحارم الجنسية، وتابو تحريم ونجاسة المرأة بعد الولادة الذي قد يمتد لعدة شهور، ويستلزم منع الاتصالات الجنسية بها.
بالإضافة إلى علاقة تعدد الزوجات بارتفاع عدد الإناث عن الرجال، وبالأسباب الاقتصادية، وهجرة الزراعة، وزيادة القوة المنتجة، وارتفاع صيت الرجل، فالعائلة المتعددة الزوجات هي عبارة عن عدد من الأسر الصغيرة المتميزة، والتي يكون فيها الزوج - أو الأب الذكر - ملتقى عدة مثلثات لها أب واحد مشترك في موقع الجد السالف، وداخل مجتمعات تقدس وتعبد السلف والسلفية.
ولعل ما أوردناه عن أهمية دراسة نظم وممارسات القرابة عبر ظواهر دورة الانتقالات المتصلة بالموت والميلاد، والزواج واحتفالاته، وما يصاحبه من أغاني ومواويل، لا يبعدنا كثيرا عن حاجتنا إلى جيل مبشر جديد من الفولكلوريين الأبنوغرافيين.
وحيث لا يقتصر دور باحث الفولكلور عند جمع وتسجيل ودراسة نصوصه الميدانية بمعزل عن أبنيتها الثقافية المتوارثة أو المتواتره، وأخصه هنا ما يتصل بالبنية القرابية، وكذا التابو ودوره وأنساقه، وهو ما سنتعرض له في الفصل التالي.
التابو وظواهر العرس العربي المختلط
وإذا ما انتهينا من ممارسات وظواهر انتقالات الزواج تمهيدا لتقديم ما يصاحبها من مواويل خضراء - فرحة - وأغاني للوقوف على كيفية تحكم القرابة الطوطمية في تقاليد وروابط - اتصالية وطبقية - للزواج، ولإيضاح كيف أن مثل هذه الاحتفالات، وما يعقبها من إنجاب للأطفال، وبالتالي ممارساتهم وأغانيهم؛ اعتبرت على الدوام مجالا وحقلا مخصبا للملمح القرابي والقبائلي لفولكلورنا العربي، بالإضافة إلى بقية الملامح التي تحدد خصائص رقعة فولكلورنا المتوجدة لكل من يتكلم العربية وشقيقاتها من عبرية وسريانية، من ذلك التابو - أو المباح والمحظور - الذي لم تعد دراسته قاصرة على الاجتماعيين والأنثروبولوجيين بأكثر من الفولكلوريين.
Unknown page