235

Rahmat Calamin

رحمة للعالمين

Publisher

دار السلام للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publisher Location

الرياض

Genres

ولما تمادى المنافقون في سعيهم ضد الإسلام، قال عمر الفاروق للنبي ﷺ يجب أن نقتلهم، فقال النبي ﷺ، لا، فإن الناس سيقولون أن محمدا يقتل أصحابه.
البشرية والرسالة:
كان النبي ﷺ، يسعى جاهدا للتمييز بين أحكامه وأعماله كرسول وبين أفعاله وأقواله كبشر.
١ - قال مرة إنما أنا بشر، وإنه يأتيني الخصم فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض فأحسب أنه صدق فأقضي له بذلك فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أو ليتركها (١).
وشفع النبي ﷺ عند بريرة لزوجها مغيث الذي أعتقت منه، فقال: لو راجعته، فقالت: يا رسول الله تأمرني؟ قال: إنما أشفع: قالت: لا حاجة لي (٢).
وكان أهل المدينة يلقحون النخل. فقال النبي ﷺ: ما ضرورة هذا؟ فترك أهل المدينة هذا العمل، ونتج عن هذا قلة المحصول، فذكروا ذلك للنبي ﷺ فقال: أنتم أعلم مني بأمور الدنيا، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوه.
العطف على الصغار:
كان النبي ﷺ إذا ما مر على بعض الصغار يقول لهم: السلام عليكم (٣). وكان يمسح على رؤوسهم ويحتضنهم.
الاهتمام بالعجائز:
بعد فتح مكة أتى أبو بكر الصديق ﵁ بوالده، وهو عجوز ضعيف فاقد البصر، إلى النبي ﷺ. فقال النبي ﷺ: لماذا أتعبتم الشيخ العجوز أنا نفسي أمشي إليه.
تكريم أهل الفضل:
كان يهود بني قريظة حكموا سعد بن معاذ، وكان قد جرح جرحا عميقا في غزوة الخندق، وحين وصل إلى المسجد قال النبي ﷺ لأصحابه من الأوس: قوموا إلى

(١) البخاري عن أم سلمة كتاب المظالم (٣/ ١٠١).
(٢) البخاري عن ابن عباس كتاب الطلاق (٦/ ١٧١)
(٣) البخاري عن أنس كتاب الاستئذان (٧/ ١٣١).

1 / 240