Rahman Wa Shaytan
الرحمن والشيطان: الثنوية الكونية ولاهوت التاريخ في الديانات المشرقية
Genres
ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب (ق: 38). وكلمة لغوب في الآية الأخيرة تعني التعب. وقد ورد في تفسير القرطبي أن في الآية الكريمة ردا على اليهود الذين زعموا أن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام، أولها يوم الأحد وآخرها يوم الجمعة، وأنه تعب فاستراح في يوم السبت.
4
على أننا نفهم من آيات معينة أن خلق الأرض قد تم أولا:
هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وهو بكل شيء عليم (البقرة: 29).
قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين * وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين * ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين * فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها
5 (فصلت: 9-12). وقد جاء خلق الأرض مناظرا لخلق السماء، ففي الأعلى سبع سماوات، وفي الأسفل سبع أرضين:
الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن (الطلاق: 12).
أما عن خلق بقية المظاهر الكونية والطبيعانية، فقد تم خلال هذه الأيام الستة، ولكن دون الإشارة إلى ترتيب معين في أسبقية الظهور :
الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور (الأنعام: 1).
يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره (الأعراف: 54).
Unknown page