Rahalat Fada
رحلات الفضاء: تاريخ موجز
Genres
11
كانت المركبة «فالكون 9» قيد التطوير بالفعل لأن وكالة ناسا كانت قد منحت أموال تطويرها لشركة «سبيس إكس» في عام 2004، مما أدى إلى إبرام عقد في عام 2006 لتزويد محطة الفضاء الدولية بالإمدادات اللازمة لها. واستخدم ماسك ذلك العقد كوسيلة لتطوير مركبة فضائية مأهولة خاصة به (أسماها «دراجون») مستوحاة من المركبة «أبولو» (كما فعل بيزوس)، نظرا إلى هوسه برحلات الفضاء المأهولة. أما بالنسبة إلى مركبة الشحن، فسوف تحمل كبسولة العودة المضغوطة رفوفا بدلا من المقاعد والمعدات. ويمكن وضع الإمدادات غير المضغوطة في «صندوق» على وحدة الوقود المرفقة.
نشأ مشروع الشحن التجاري التابع لوكالة ناسا، لأن المكوك كان على وشك التقاعد وكان مكلفا جدا على أن يكون مركبة نقل. وقد تمنى مايكل جريفين، الذي أصبح مديرا لوكالة ناسا في عام 2005 لتنفيذ برنامج جورج دبليو بوش القمر-المريخ، أن يوفر المال من خلال الاستخدام المبتكر لإعادة الإمداد التجاري لمحطة الفضاء الدولية، بدلا من الاعتماد على المركبات الروسية والأوروبية واليابانية باهظة التكاليف. ولتعزيز المنافسة وتقليل خطر حوادث فشل الإطلاق التي قد تنجم عن استخدام نوع صاروخ واحد، سمحت وكالة ناسا أيضا بإبرام عقد توريد محطة فضائية آخر فازت به شركة «أوربيتال ساينسز» في 2008، وهي شركة رحلات فضائية تجارية من الثمانينيات. وأكملت المركبة «دراجون» الخاصة بشركة «سبيس إكس» والمركبة «سيجنوس» الخاصة بشركة «أوربيتال ساينسز» رحلات تجريبية إلى محطة الفضاء الدولية في عامي 2012 و2013، على التوالي، لبدء عصر إعادة تزويد محطة الفضاء الدولية التي أطلقتها الولايات المتحدة بالإمدادات.
12
بحلول ذلك الوقت، كانت وكالة ناسا تمول عمليات نقل رواد الفضاء التجارية إلى محطة الفضاء الدولية. وفي عام 2009، وافقت إدارة أوباما الجديدة على تطويرها لتقصير فترة الاعتماد على «سويوز» الروسية بعد توقف المكوك عن العمل. وبعد جولات عديدة من المنافسة، التي أعاقتها تخفيضات الميزانية من قبل أعضاء الكونجرس غير المتحمسين، أعلنت وكالة ناسا في عام 2014 أنها ستمنح عقدين لشركتين: «سبيس إكس» مقابل مركبتها المأهولة «دراجون» وعملاق الفضاء والطائرات «بوينج» مقابل كبسولة «سي إس تي-100».
13
وكان من المفترض أن تنطلق كلتاهما برواد الفضاء بحلول عام 2017 - ولم يحدث ذلك. ومرة أخرى، ثبت أن بناء المركبات الفضائية المأهولة الآمنة نسبيا أصعب وأكثر تكلفة مما كان يؤمل.
بينما كان كل هذا يحدث، كان برنامج إدارة بوش القمر-المريخ يسير على قدم وساق. وعندما تولى جريفين إدارة وكالة ناسا في عام 2005، كان قد ركز برنامج «كونستيليشن» المسمى حديثا على إعادة رواد الفضاء إلى القمر وإنشاء قاعدة قمرية في عشرينيات القرن الحادي والعشرين. وبدا ذلك أكثر جدوى على المدى القريب من القيام برحلة إلى المريخ، التي كان المشروع القمري سيبني تكنولوجيا وخبرة من أجلها. لكن تمويل إدارة بوش لم يكن واقعيا أبدا، حيث افترضت أن المكوك سيكمل المحطة ويتقاعد في وقت أقرب مما فعل، مما يوفر الأموال لدفع تكاليف البرنامج الجديد. ولم يكن الكونجرس ولا الإدارة على استعداد لزيادة مخصصات وكالة ناسا لتغطية العجز، حيث كانت هناك العديد من الأولويات الوطنية الأخرى ولم يكن هناك حاجة ملحة إلى المشروع. وقد أثبت ذلك مرة أخرى، تماما كما فعل إعلان بوش الأول في عام 1989، أن محاولة تكرار خطاب «أبولو» الذي ألقاه كينيدي محكوم عليها بالفشل عندما لا توجد أزمة محسوسة.
14
ونتيجة لذلك، كان برنامج «كونستيليشن» يعاني من نقص كبير في التمويل في الوقت الذي تولى فيه باراك أوباما منصبه، مع تأجيل أول عملية هبوط إلى عشرينيات القرن الحادي والعشرين، ويرجع ذلك جزئيا إلى عدم وجود أموال لتطوير مركبة الهبوط على سطح القمر. وتحرك الرئيس الجديد لإلغاء برنامج «كونستيليشن» في عام 2010، ولكن ذلك لم يلق ترحيبا في الكونجرس ولا في صناعة الطيران والفضاء. أعضاء مجلس الشيوخ من الولايات التي لديها مصلحة قوية في الوظائف التي تم إنشاؤها بواسطة مركبة «أوريون» المأهولة، التي بدت وكأنها وحدات قيادة وخدمات «أبولو» موسعة مضافا إليها ألواح شمسية وطاقم مكون من أربعة أفراد، وبواسطة المعززات، التي تم اشتقاقها من دفع المكوك الفضائي وعناصر الخزان. بدعم من جماعات الضغط الصناعية وغيرها من أعضاء الكونجرس، فرض أعضاء مجلس الشيوخ تسوية. ستبقى «أوريون» على قيد الحياة، وكذلك معزز ثقيل بحجم «ساتورن 5» أطلق عليه نظام إطلاق الفضاء (
Unknown page