Rahalat Fada
رحلات الفضاء: تاريخ موجز
Genres
كانت الدعاية والتأييد اللذان يبذلان من جانب المؤمنين برحلات الفضاء حاسمي الأهمية لإقناع الأشخاص العاديين والنخبة بأن السفر إلى الفضاء ليس بفكرة مجنونة. ومع ذلك يستحيل تخيل الوتيرة السريعة التي نفذت بها هذه الفكرة دون الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة. فقد أدى قرار ألمانيا غير الحكيم بتطوير صواريخ «في-2»، متبوعا بالانهيار السريع للتحالف الذي أعقبه هزيمة الرايخ بقيادة هتلر، إلى تعجيل ظهور معزز الفضاء بعقد على الأقل. وأصبح من الضروري وجود قضية جديدة تشجع الحكومات على تمويل الأقمار الصناعية. ومرة أخرى ستكون هذه القضية هي الحرب الباردة.
الفصل الثاني
سباق الفضاء في الحرب الباردة
عندما أطلق الاتحاد السوفييتي «سبوتنيك» («المسافر الزميل» أو «القمر الصناعي») في 4 أكتوبر 1957، كانت لحظة فارقة في تاريخ البشرية. فلأول مرة في التاريخ، تصل سرعة جهاز من صنع البشر إلى ما يزيد عن 17 ألف ميل في الساعة ويوضع في مدار الأرض. وعلى الفور رحبت الصحافة العالمية بقدوم «عصر الفضاء»، وسرعان ما أطلقت على منافسة القوى العظمى المقبلة «سباق الفضاء». نجم عن هذه المنافسة الوصول إلى القمر في أقل من اثني عشر عاما. ولكن السباق في الحقيقة بدأ في صيف 1955، عندما أعلن الجانبان أنهما سيرسلان مركبات علمية في سياق مشروع السنة الجيوفيزيائية الدولية في 1957-1958.
الأقمار الصناعية الأولى
في الولايات المتحدة، يرجع أصل القمر الصناعي الخاص بمشروع السنة الجيوفيزيائية الدولية إلى اجتماع عقد في يونيو 1954 في مكتب أبحاث البحرية الأمريكية. وكان من بين الحضور خبير الصواريخ فريدريك سي ديورانت الثالث، ضابط في الاحتياطي البحري للولايات المتحدة، وضابط سري في وكالة الاستخبارات المركزية (
CIA ) في وحدة الاستخبارات العلمية. وكان أيضا رئيس الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية (
IAF )، الذي تشكل في 1951 لربط جمعيات الفضاء التي كانت لا تزال في معظمها أوروبية، في شبكة جديدة تتجاوز الحدود القومية. ودعا ديورانت الألماني فيرنر فون براون لحضور اجتماع الأقمار الصناعية؛ إذ كانا قد صارا صديقين منذ قرأ ديورانت الورقة العلمية الخاصة بالألماني في أحد مؤتمرات الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية.
لأول مرة في التاريخ، تصل سرعة جهاز من صنع البشر إلى ما يزيد عن 17 ألف ميل في الساعة ويوضع في مدار الأرض.
جاء فون براون باقتراح مركبة إطلاق منخفضة التكلفة: ثلاث مراحل من القذائف العنقودية الصغيرة المضادة للطائرات محمولة على صاروخ «ريدستون». كانت إمكانياتها محدودة؛ إذ لم تضمن الدراسات اللاحقة سوى قدرتها على وضع جسم خامل يزن 5 أرطال في المدار. كانت حجة فون براون وشركائه أنها كانت طريقة سريعة ورخيصة لهزيمة الاتحاد السوفييتي. أقنع ديورانت وكالة الاستخبارات المركزية بالتصديق على الاقتراح نظرا إلى تأثير القمر الصناعي المحتمل على الرأي العالمي في الحرب الباردة. وأصبح السؤال المطروح هو كيف نتتبعه بصريا لاستخلاص معلومات علمية عن الغلاف الجوي الخارجي للأرض وحقل جاذبيتها، وهي معلومات غاية في الأهمية لتحسين دقة الصواريخ البعيدة المدى. في يناير 1955، بدعم مشترك من الجيش والبحرية الأمريكية، لقب هذا المشروع السري رسميا باسم «أوربيتر».
Unknown page