التنزيل، ومأْرِز الإيمان، ومقرّ الأحكام، المشاهدون لأسباب التنزيل، المطّلِعون على قرائن الأحوال، وقد وافقهم على تركه فقهاء الكوفة قديمًا وحديثًا.
قال محمد بن نصر المروزي (^١): لا نعلم مِصرًا (^٢) من الأمصار تركوا بأجمعهم رفعَ اليدين عند الخفض والرفع في الصلاة إلا أهل الكوفة، فكلهم لا يرفع إلا في الإحرام، فمنهم علي وابن مسعود وأصحابهما.
قال ابن أبي شيبة (^٣): حدثنا وكيع وأبو أسامة، عن شعبة، عن أبي إسحاق قال: كان أصحاب عبد الله وأصحاب عليّ لا يرفعون أيديهم إلا في افتتاح الصلاة. قال وكيع: ثم لا يعودون.
قال الشعبي: ما كان أفقه صاحبًا من عبد الله بن مسعود (^٤).
وقال سعيد بن جُبير: كان أصحاب عبد الله سُرُج هذه القرية (^٥). ومنهم الشعبي.
روى ابن أبي شيبة، عن ابن المبارك، عن أشْعث بن سوَّار، عن
(^١) في كتابه في رفع اليدين من كتابه الكبير. كما ذكر ابن عبدالبر في «التمهيد»: (٩/ ٢١٣). أما كتابه «اختلاف العلماء» (ص ٤٨) فلم يذكر فيه إلا قول سفيان والأوزاعي ومذهب الجمهور في الرفع.
(^٢) (ف): «أحدًا».
(^٣) رقم (٢٤٦١).
(^٤) أخرجه ابن سعد في «الطبقات»: (٨/ ١٣٤)، وابن عساكر في «تاريخه»: (٣٣/ ١٥٨).
(^٥) أخرجه ابن سعد في «الطبقات»: (٨/ ١٣٢).