المسألة الثامنة والتاسعة (في أن القرآن كلام الله تعالى وأنه مخلوق)
وقلنا كلام الله قرآنه الذي .... نشاهده ما بين دفتي الصدر
وقلنا كلام الله لله محدث) .... كما قال في يأتيهم بعد من ذكري
وقولهم فيه قديم جهالة .... لأن القديم الله لاغير يا جبري
وفيه دلالات الحدوث كثيرة .... مبرهنة بالحق في النظم والنثر (1)
جمعنا هاتين المسألتين في هذا محافظة على الإختصار وتجنبا للإكثار، فقلنا: مذهب الزيدية والمعتزلة والعدلية جميعا: أن هذا القرآن المزبور في المصاحف المتلو في المحاريب، كلام الله ووحيه وتنزيله، وأنه محدث مخلوق، ونريد بقولنا محدث: أنه غير قديم، وقد خالفت الأشاعرة في ذلك والكلابية فقالوا: أن هذا الذي نتلوه في المحاريب ليس بكلام الله، وإنما هو عبارة عن كلام قديم قائم بذات الله، وأما الكلابية فقالوا: ليس بكلام الله تعالى وإنما هو حكاية عن كلام أزلي قائم بذات الباري تعالى الله عما يقولون، وقلنا: بأنه مخلوق، وخالفنا في ذلك الحشوية والكرامية، أما الحشوية فيقولون: بأنه كلام الله وهو قديم. وأما الكرامية فيقولون: هو كلام الله، وهو محدث وليس بمخلوق.
والدليل على أنه محدث: أنه لو لم يكن محدثا لكان قديما لأنه لا واسطة، ولأنه مرتب منظوم من حروف لها أول وآخر، وقد وصف الله القرآن بالحدوث فقال تعالى: {ما يأتيهم منذكر من ربهم محدث}[الأنبياء:2]ووصفه بالنزول فقال تعالى: { { إنا نحن نزلنا الذكر...}[الحجر:9]الآية، وفي قوله تعالى: { { ومن قبله كتاب موسى...}[الأحقاف:12]الآية دلالة على حدوثه لأن ما كان قبله غيره فهو محدث.
Page 35