أمر بشيء قد تغير ولا يعلم أنه يغير النجاسة لا بأس بالوضوء؛ لأنه قد يتغير بطول المكث. انتهى
وقد روي اعتبار خلوص النجاسة بخلوص الماء لنفسه وبالتحريك على ما قدمت لك من عبارة الأصل والإملاء. وقال شمس الأئمة (١): " المذهب الظاهر التحري والتفويض إلى رأي المبتلي من غير حكم بالتقدير، فإن غلب عليَّ الظن وصولها تنجس، وإن غلب عدم وصولها لم ينجس، وهذا هو الأصح". انتهى وصححه في الغاية وغيرها ووجه أصحيته أن المعتبر سريان النجاسة، وهو يختلف باختلاف كثرتها وقلتها فقد لا يسري كوز خمر إلى طرفي غدير على نهاية ما يتحرك،
وقال ركن الإسلام أبو الفضل عبد الرحمن القرماني (٢) في "شرح الإيضاح" (٣): كل ما تيقن حصول النجاسة فيه أو
_________
(١) يراد بها الإمام السرخسي صاحب "المبسوط" عند الإطلاق، وقد يراد بها غيره مع التقييد في الاسم، أو النسب دون إطلاق، فيقال مثلًا: شمس الأئمة الحلواني، وشمس الأئمة الكَرْدَرِي، شمس الأئمة الأوزجندي، وانظر الكواشف الجلية (ص/٤١).
وهو: محمد بن أحمد بن أبي سهل وكنيته أبو بكر ولقب بالسرخسي نسبة إلى سَرَخْس (في خراسان). فقيه حنفي، أصولي، محدث، ويعده الحنفية من المجتهدين في المسائل التي لا رواية فيها عن صاحب المذهب وحبس مدة طويلة وألف أكثركتبه وهو سجين. ومن أهم مصنفاته: المبسوط (في الفقه، أملاه على تلاميذه وهو سجين في الجب بِأُوزْجَنْد بلدة في ما وراء النهر)، شرح السير الكبير (لمحمد الشيباني) النكت (شرح زيادة الزيادات لمحمد الشيباني) الأصول (في أصول الفقه)، وشرح كتابي النفقات وأدب القاضي (للخصاف). وفاته: ٤٨٣ هـ في فرغنة (من بلاد مرغينان - وراء النهر). ترجمته في الجواهر المضية (٢/ ٢٨)، تاج التراجم (ص/٢٣٤).
(٢) كذا بالأصل، ولم أقف فيمن لقبوا بركن الإسلام على من اسمه عبد الرحمن، والأقرب أن مقصوده: ركن الدين، وهو عبد الرحمن بن محمد بن أميرويه بن محمد بن إبراهيم، ركن الدين، أبو الفضل الكرماني، ولد بكِرْمان في شوال سنة سبع وخمسين وأربعمائة. وقدم مرو فتفقه وبرع حتى صار إمام الحنفية بخراسان. وله كتاب "شرح الجامع الكبير" وكتاب "التجريد" وشرحه بكتاب سماه "الإيضاح" وكتاب "إشارات الأسرار"وكتاب" النكت على الجامع الصغير". ومات بمرو ليلة العشرين من ذي القعدة، سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، وترجمته في: تاج التراجم (ص: ١٨٤)، والجواهر المضية (١/ ٣٠٤).
(٣) وهو شرح لكتابه: "التجريد الركني في الفروع".
1 / 33