75

وأخذت بغنائه، ولكنها انتهزت الفرصة، وغنت تتم أغنيته:

هل أعبث بما لا علم لي به

والأفق مستتر خلف سحاب؟

وعسى أن تكون المدخر لقلبي.

فتحول الشاب إليها فزعا مسحورا، فتلقته بضحكة عذبة، وقالت له: إن لك صوتا عذبا، فكيف أخفيته عني طوال هذه الأيام؟

فتصاعد الدم إلى وجنتيه قانيا، وارتجفت شفتاه ارتباكا، وقابل تلطفها بدهشة.

وأدركت المرأة ما يدور بخلده، فقالت تستدرجه: أراك تلهو بالغناء، وتترك العمل.

فبدا عليه الإنكار، وأشار إلى صورتها المحفورة. وتمتم: «انظري.»

وكانت الصورة قد استوت وجها جميلا لا تنقصه الحياة، فقالت بإعجاب: إنك لقادر يا بنامون.

فتنهد الشاب ارتياحا، وقال لها بامتنان: شكرا لك يا سيدتي. - فقالت تعطف الحديث إلى غايتها: ولكنك قسوت علي يا بنامون. - أنا .. كيف يا مولاتي؟

Unknown page