٣ - ومنها ما رواه البخاري ومسلم عنه ﷺ أنه قال: دخلت الجنة إلى أن قال: «ورأيت قصرا بفنائه جارية فقلت لمن فقالوا لعمر بن الخطاب فأردت أن أدخله فأنظر إليه فذكرت غيرتك» فقال عمر: بأبي أنت وأمي يا رسول الله أعليك أغار.
٤ - ومنها ما رواه ابن ماجة عنه ﷺ أنه قال: "ذاك الرجل أرفع أمتي درجة". قال أبو سعيد: والله ما كنا نرى ذلك الرجل إلا عمر بن الخطاب ﵁ حتى مضى لسبيله.
٥ - ومنها ما أخرج البخاري عنه ﷺ أنه قال: "ما قدمت أبا بكر وعمر ولكن الله قدمهما". (١)
٦ - ومنها ما أخرجه أبو يعلى عن عمار بن ياسر أنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: "أتاني جبرئيل فقلت يا جبرئيل حدثني بفضائل عمر بن الخطاب فقال لو أحدثك ما لبث نوح في قومه ما نفدت فضائله وإن عمر حسنة من حسنات أبي بكر".
٧ - ومنها ما رواه الترمذي عن أنس وابن ماجة عن علي بن أبي طالب أنه ﷺ قال: «أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين».
٨ - ومنها ما رواه البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري أنه قال: كنت مع النبي ﷺ في حائط من حيطان المدينة فجاء رجل فاستفتح فقال النبي ﷺ: «افتح له وبشره بالجنة» ففتحت له فإذا أبو بكر فبشرته بما قال رسول الله ﷺ فحمد الله ثم جاء رجل فاستفتح فقال النبي ﷺ: «افتح له وبشره بالجنة» ففتحت له فإذا عمر فأخبرته بما قال النبي ﷺ فحمد الله ثم استفتح رجل فقال: «افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه» فإذا عثمان فأخبرته بما قال النبي ﷺ فحمد الله ثم قال: والله المستعان.
وأيضا لو سلم أن إخراج مروان كان بالوحي فلا نسلم أن المقصود نفيه أبدا. لم لا يجوز أن يكون إخراجه موقتا وتغريبه مؤجلا كما وقعت في حد الزنا حيث قال: البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام ويكون سيدنا عثمان مطلعا على ذلك التوقيت فلما انقضت المدة أدخله المدينة ولا محذور فيه. وقوله تعالى: ﴿لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون﴾ (٢) إنما يمنع من مودة الكفار ولم يثبت كفر مروان حتى يكون مودته منهيا عنها.
وأجابت الشيعة ثانيا بأن ثبوت فضائل الخلفاء الثلاثة من النبي ﷺ ليس بمتفق عليه بين الفريقين إذ ليس منها شيء في كتب الشيعة والأحاديث الدالة على ذمهم كالروايتين المذكورتين وغيرهما موجودة في كتب الفريقين جميعا. وأيضا جوز بعض أهل السنة وضع الأحاديث للمصلحة فلا اعتماد على حديثهم إذا لم يكن متفقا عليه.
_________
(١) لم يروه البخاري
(٢) المجادلة ٢٢
1 / 8