قال إمام عصره أبو زرعة الرازي: إذا رأيت الرجل ينقص أحدا من أصحاب رسول الله ﷺ فاعلم أنه زنديق، وذلك أن القرآن حق والرسول حق وما جاء به حق وما أدى إلينا ذلك كله إلا الصحابة ﵃، فمن جرحهم إنما أراد إبطال الكتاب والسنة فيكون الجرح به ألصق والحكم عليه بالزندقة والضلالة هو الأقوم الأحق.
قال سهل بن عبد الله التستري، وناهيك به علما وزهدا: لم يؤمن برسول الله ﷺ من لم يوقر أصحابه.
وسئل عبد الله بن المبارك وكفى به جلالة: أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز؟ فقال: الغبار الذي دخل أنف فرس معاوية ﵁ مع رسول الله ﷺ خير من عمر بن عبد العزيز كذا مرة.
أشار بذلك أن فضيلة صحبته ورؤيته ﷺ لا يعدلها شيء، وهذا في من لم يفز إلا بمجرد رؤيته ﷺ فما بالك في من ضم إليه أنه هاجر وجاهد في سبيل الله معه ﷺ وأنفق امواله وذخائره وبذل مهجه أو نقل شيئا من الدين الى من بعده؟ فهذا مما لا يمكن إدراك فضله أصلا. ولا شك أن الشيخين من أكابر الصحابة ﵃ بل أفضلهم فتكفيرهم كفر وزندقة وضلالة.
وفي المحيط لمحمد ﵀: لا يجوز الصلاة خلف الرافضة لأنهم أنكروا خلافة الصديق ﵁ وقد أجمعت الصحابة ﵃ على خلافته. وفي الخلاصة: من أنكر خلافة الصديق ﵁ فهو كافر. وفي المرغيناني: ويكره الصلاة خلف صاحب هوى وبدعة ولا يجوز خلف الرافضة. ثم قال: وحاصله أن كل ما هو هوى يكفر به لا يجوز وإلا يجوز، ويكره كذا من أنكر خلافة عمر ﵁ في أصح الأقوال.
وأجابت الشيعة ثانيا بأن ما نسبتم إلى الشيعة من قذف عائشة فحاشاهم عن ذلك، ثم حاشاهم. نعم لما خالفت أمر الله أي قوله تعالى: ﴿وقرن في بيوتكن﴾ (١) وجاءت البصرة وأقدمت على حرب علي ﵁ وأبغضته، وحرب علي هو حرب رسول الله ﷺ لقوله: "حربك حربي" صارت موردا لطعن.
_________
(١) الأحزاب: ٣٣
1 / 16