Radd Jamil
الرد الجميل لإلهية عيسى بصريح الإنجيل - ط العصرية
Genres
وكم من عائب قولا صحيحا ... وآفته من الفهم السقيم ولكن تأخذ الأذان «1» منه ... على قدر القرائح والعلوم
«2» وقد صرح في إنجيل يوحنا أيضا، في الفصل الخامس والخمسين بما يدل على أن هذا التأويل الذي ذكر هو المراد، فقال: «من يؤمن بي، فليس يؤمن بي فقط، بل وبالذي أرسلني، ومن رآني فقد رأى الذي أرسلني» «3».
لما جعل طاعته نفس طاعة الإله لزم أن يكون مخبرا عن الإله، فقال:
«ومن رآني فقد رأى الذي أرسلني». أي أنا أخبر/ عنه حقيقة، فأمري أمره، ونهيي نهيه، وجميع أحكامي عنه صادرة. وهذا شأن الأنبياء الصادقين.
ومن أوضح ما يستدل به على أن حقائق هذه النصوص ليست مرادة، وأنها محمولة على المجاز السالف ذكره، أن يوحنا بن زبدى الإنجيلي، المنقولة هذه النصوص من إنجيله، وهو عندهم من أجل تلامذته، حتى إنهم يغلون فيه فيسمونه: حبيب الرب، لما فهم هذه المعاني المذكورة، وعلم أن هذه النصوص مصروفة عن حقائقها إلى المجاز المذكور.
قال في رسالته الأولى المذكورة في كتاب الرسائل:
«الله لم يره أحد قط/. فإن أحب بعضنا بعضا، فالله حال فينا، ومحبته كاملة فينا، وبهذا نعلم أنا حالون فيه وهو أيضا حال فينا، لأنه قد أعطانا من روحه، ونحن رأينا ونشهد أن الأب أرسل ابنه لخلاص العالم» «4».
وذكر فيها أيضا: «من يعترف أن يسوع ابن الله، فالله حال فيه، وهو أيضا حال في الله» «5».
Page 44