64

Radd Cala Shubuhat

الرد على شبهات المستعينين بغير الله

Publisher

مطبعة دار طيبة-الرياض

Edition Number

١٤٠٩_١٩٨٩م

Publisher Location

السويدي

الناس فعليكم بالسواد الأعظم". قال عبد الرحمن بن إسماعيل – المعروف بأبي شامة –: حيث جاء الأمر بلزوم الجماعة فالمراد به لزوم الحق وأتباعه، وإن كان المتمسك به قليلا، والمخالف له كثيرا، إلا أن الحق ما كان عليه الجماعة الأولى وهم الصحابة، ولا عبرة بكثرة الباطل بعدهم. وقد قال الفضيل بن عياض ما معناه: "إلزم طريق الهدى، ولا يضرك قلة السالكين، وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين" انتهى كلامه. وقال العلامة الرومي أيضا في المجلس السابع عشر في عدم جواز الصلاة عند القبور، والاستمداد من أهلها، واتخاذ السرج والشموع عليها: قال رسول الله ﷺ: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" هذا الحديث من صحاح المصابيح، وقال ﷺ: "إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد، فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك". قال بعض المحققين: والصلاة في المواضع المتبرك١ بها من مقابر الصالحين داخلة في هذا النهي، لاسيما إذا كان الباعث عليها تعظيم هؤلاء لما فيه٢ من الشرك، فإن مبتدأ عبادة الأصنام كان في قوم نوح النبي ﵇، من جهة عكوفهم على القبور، كما أخبر

١ في طبعة نصيف: (المتبركة من) . ٢ في طبعة نصيف: (في ذلك) .

1 / 71