له: مَن الطالب؟ فقال: هو الله، قلتُ: والمطلوب؟ قال: هو الله؟ قلت: والدرهم؟ قال: هو الله!!
وكان هناك فرُّوج وسكِّين، فقلت: والفرُّوج والسكين؟ فقال: هو الله! فجعل يقول: إني مريض فأعطني، فقلت له: المعطي غير المُعْطَى أم لا؟ من هو الذي يعطيك؟ وأمثال هذا الكلام الذي أُبيِّن به تناقض قولهم ليظهر له فساده، وتَوَّبْتُه بعد ذلك، فضجر في أثناء الكلام، ورفع بصرَه إلى السماء، وقال: يا الله، فقلت: إلى مَن ترفع؟ وعلى مذهب المحققين ــ أعني أصحابه ــ ما هناك شيء؟! فقال: أستغفرُ الله أخطأتُ، فصار بفطرته يُقرُّ بأن الله فوق، ومذهبه يأمرُهُ بأن ينكر أن يكون فوق العالم شيء، وهو حائر بين فطرته التي فُطِر عليها، ومذهبه الذي تلقَّاه من شيوخه. والكلام على هذا يطولُ وصفُه [م ٧١] وإنما المقصود التنبيه (^١).
فصل
ثم قال: «وأما الطريق المخصوص بالمحبوبين فهو منه إليه به، إذ مُحالٌ أن يتوصل إليه بغيره» (^٢).
فيقال: لو قال: «هو به إليه» لكان حقًّا، فإن الله لا يُعبد إلا بإعانته، ولا