يديك إلى الله» فرفع يديه يدعو ويدعون (^١).
ولهذا قال العلماء: يستحب الاستسقاء بأهل الصلاح والدين، والأولَى أن يكون من أقارب رسول الله ﷺ، فيُتوسَّل إلى الله بدعائهم، ولو كان التوسُّل بذات النبي ﷺ والإقسام به على الله مشروعًا، لكان التوسل بذاته والإقسام به على الله حيًّا وميتًا أولى من العباس ويزيد بن الأسود وغيرهما؛ لأن ذاته أفضل من ذواتهم، والإقسام به على الله ــ إن كان القَسَم بالمخلوق مشروعًا ــ أولى من الإقسام بهم، بخلاف ما إذا كان التوسُّل بدعاء الشخص وسؤاله، فإنه يتعذَّر (^٢) بموت النبي ﷺ كما يتعذّر الائتمامُ به في الصلاة والجهاد معه.
ومن هذا الباب: الحديث الذي رواه الترمذي والنسائي وغيرهما عن عثمان بن حُنَيف أنَّ أعمى أتى النبيَّ ﷺ فقال: يا رسول الله ادعُ الله أن يَرُدَّ عليَّ بصري، فأمره أن يتوضَّأ ويصلي ركعتين ويقول: «اللهم إني أسالُك وأتوجَّه إليك بنبيِّك محمَّدٍ ﷺ نبيِّ الرحمة، يا محمد يا رسول الله إنِّي أتوجَّه بك إلى ربِّي في حاجتي لِتقْضِيها، اللهم فشَفِّعه فيَّ» (^٣).