كَمَا نظم بَعضهم شعر
(رق الزّجاج ورقت الْخمر ... فتشابها وتشاكل الْأَمر)
(فَكَأَنَّمَا خمر وَلَا قدح ... وكأنما قدح وَلَا خمر)
وَهَذِه حَالَة فِيهَا مزلقة الْأَقْدَام ومزلة الأقلام وَقد وَقع هُنَا خبط للمؤول فِي الْإِقْدَام على كَلَام غير مُسْتَقِيم المرام عِنْد الْأَعْلَام لدفع مَا يرد على شَيْخه من الملام وَلم يراع جَانب الْملك العلام حَيْثُ قَالَ الْمَوْجُود الْخَارِجِي من الْحَيْثِيَّة الجامعة بَين الْمَاهِيّة الممكنة وَبَين الْوَاجِب فَلَو قيل لَهُ بِاعْتِبَار اشتماله على المبدأ أَنه عين لَا يبعد كَمَا أَن الصِّفَات لَا عين وَلَا غير وَهِي غير انْتهى وَظُهُور كفره لَا يخفى فَإِن الْمُحَقِّقين وهم أهل السّنة وَالْجَمَاعَة مَا رَضوا أَن يَقُولُوا فِي الصِّفَات أَنَّهَا عين الذَّات بل قَالُوا إِنَّهَا لَا عين وَلَا غير احْتِرَازًا عَن تعدد القدماء كَمَا تعلق بِهِ نفات الصِّفَات كالمعتزلة وَسَائِر أهل الْبِدْعَة فَكيف يُمكن أَن يُقَال الممكنات عين الذَّات من وَجه وَغَيرهَا من وَجه وَالْحَال أَن الموجودات من آثَار أنوار الصِّفَات وَلَكِن العَبْد من طبيعة مَوْلَاهُ كَمَا أَن المريد على طبيعة من رباه وَأما مَا مثله المؤول تبعا لغيره فِي تَصْوِير الْوحدَة وَالْكَثْرَة كالواحد فِي مَرَاتِب الْأَعْدَاد فَهُوَ ميل إِلَى القَوْل بالعينية الْمُتَرَتب عَلَيْهِ الِاتِّحَاد الْمَحْكُوم عَلَيْهِ بالإلحاد وَكَذَا مَا نَقله عَن شَيْخه أَنه قَالَ فِي الفتوحات من أَن التخلي عِنْد الْقَوْم اخْتِيَار الْخلْوَة والإعراض عَن الْأُمُور المشغلة من الحضرة وَعِنْدنَا هُوَ التخلي من الْوُجُود الْمُسْتَفَاد لِأَن فِي اعْتِقَاد الْعَوام أَن وجود الْغَيْر