فمشربهما من عين وَاحِدَة فهما فِي دَعْوَى معرفَة الْحق جَاحد ولاحد بل أكفر من نفاة الصِّفَات كالجهمية والمعتزلة والفلاسفة من الْحُكَمَاء حَيْثُ أَرَادوا بنفيها احْتِرَازًا من تعدد القدماء الرَّابِع قَوْله فِي فص شِيث ﵇ بعد بَيَان بعض الْعُلُوم أَنه لَيْسَ هَذَا الْعلم إِلَّا لخاتم الرُّسُل وَخَاتم الْأَوْلِيَاء وَلم ير أحد هَذَا الْعلم من الْأَنْبِيَاء وَالرسل إِلَّا من مشكاة خَاتم الرُّسُل صلوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِم وَلم يره أحد من الْأَوْلِيَاء إِلَّا من مشكاة خَاتم الْأَوْلِيَاء حَتَّى خَاتم الرُّسُل لم ير هَذَا الْعلم مَتى مَا يرَاهُ إِلَّا من مشكاة خَاتم الْأَوْلِيَاء فالرسل من حَيْثُ ولايتهم لَا يرَوْنَ مَا ذكر إِلَّا من مشكاة خَاتم الْأَوْلِيَاء فخاتم الرُّسُل من حَيْثُ ولَايَته بِالنِّسْبَةِ إِلَى خَاتم الْأَوْلِيَاء كنسبة الرُّسُل والأنبياء إِلَى خَاتم الرُّسُل وَقَوله أَيْضا فِي الفص الْمَذْكُور لما شبه النَّبِي ﷺ جِدَار النُّبُوَّة الْمَبْنِيّ بِاللَّبنِ وَقَالَ قد تمّ ذَلِك الْجِدَار إِلَّا مَوضِع لبنة وعنى بِهِ نَفسه فكملت النُّبُوَّة بِوُجُودِهِ فِي عَالم شُهُوده فَلَا بُد لخاتم الْأَوْلِيَاء من رُؤْيَة ذَلِك الْجِدَار مَبْنِيا من الذَّهَب وَالْفِضَّة المركبتين فِي الدَّار وَأَنه يكون نَاقِصا مَكَان لبنتين أَحدهمَا من ذهب وَالْأُخْرَى من فضَّة لاعْتِبَار وَأَنه يرى خَاتم الْأَوْلِيَاء نَفسه منطبعا مَكَان تينك اللبنتين فيكمل بِهِ الْبناء وَسبب رُؤْيَة ذَلِك أَنه تَابع شرع خَاتم الرُّسُل فِي الظَّاهِر وَهُوَ مَوضِع لبنة الْفضة ولكونه يَأْخُذ شرع خَاتم الرُّسُل من الْحق بطرِيق الإلهام كجبريل ﵇ يكون
1 / 75