وَأبي دَاوُد عَن أبي هُرَيْرَة // مَرْفُوعا // (الْأَرْوَاح جنود مجندة فَمَا تعارف مِنْهَا ائتلف وَمَا تناكر مِنْهَا اخْتلف) وَقد قَالَ تَعَالَى ﴿وَللَّه جنود السَّمَاوَات وَالْأَرْض﴾ أَي ملكا وخلقا وملكا هَذَا وَقَالَ المؤول إِن الشَّيْخ ذهب إِلَى حُدُوث الْعَالم من الْأَرْوَاح والأشباح وَإِنَّمَا وَقع غلط كلي من الشُّرَّاح قلت فَثَبت حُرْمَة مطالعة كتبه لِأَن دسائس كَلَامه وَهُوَ أجرأ مرامه إِذا خفيت على مثل القيصري والجامي فَكيف بِالنِّسْبَةِ إِلَى غَيرهمَا مِمَّن يطالعها وَهُوَ فِي مرتبَة الْعَاميّ على أَن الظَّاهِر أَنَّهُمَا مَا ذكرا هَذَا القَوْل من عِنْدهمَا وَلَا معتقدهما بل لما فهما من كَلَامه على مَا فهما وَلَا عِبْرَة بِنَقْل المؤول عَن شَيْخه والطعن فيهمَا لِأَنَّهُ على تَقْدِير صِحَة نَقله عَن شَيْخه فَلهُ أَقْوَال متعارضة وأحوال متناقضة كَمَا تفوه مرّة بِإِيمَان فِرْعَوْن وَلُزُوم أَنه فِي الْجنَّة مَعَ الْأَبْرَار وَصرح مرّة بِأَنَّهُ من جبابرة الْكفَّار وَأَنه فِي قَعْر النَّار وأمثال ذَلِك كثير فِي كَلَامه حَيْثُ كَانَ مترددا فِي مرامه ومتذبذبا فِي مقَامه الثَّالِث قَوْله فِي فص آدم أَيْضا إِنَّا مَا وَصفنَا الْحق بِوَصْف من الْأَوْصَاف إِلَّا كُنَّا عين ذَلِك الْوَصْف وَقد وصف الْحق نَفسه لنا فَمَتَى شَاهَدْنَاهُ شاهدنا أَنْفُسنَا وَمَتى شاهدنا شَاهد نَفسه انْتهى وَهَذَا كفر صَرِيح لَا يخفى لِأَن ذَات الْإِنْسَان وَصفته لَا تكون عين وصف الله وَنَفسه إِلَّا فِي مَذْهَب الْحُلُول والاتحاد ومشرب الوجودي والإباحي وَأهل الْإِلْحَاد وَهَذَا الْفساد فِي الِاعْتِقَاد
1 / 72