فَإِنَّهُم متفقون على أَن صانع الْعَالم وَاحِد وَيَقُولُونَ باسم الْأَب وَالِابْن وروح الْقُدس إِلَه وَاحِد فَقَوْلهم فِي التَّثْلِيث مُنَاقض فِي نَفسه وَقَوْلهمْ فِي الْحُلُول أفسد مِنْهُ بِحَسب أَصله وَأما مَا أنْشدهُ شيخ الْإِسْلَام أَبُو إِسْمَاعِيل عبد الله الْأنْصَارِيّ فِي مَحْض التَّوْحِيد وَصرف التفريد فِي كِتَابه منَازِل السائرين حَيْثُ قَالَ
(مَا وحد الْوَاحِد من وَاحِد ... إِذْ كل من وَحده جَاحد)
(تَوْحِيد من ينْطق عَن نَعته ... عَارِية أبطلها الْوَاحِد)
(توحيده إِيَّاه توحيده ... ونعت من يَنْعَتهُ لَاحَدَّ)
فَلَيْسَ فِيهِ إِلَّا أَنه لَا يعرف الله مَا سواهُ وحاشاه أَن يُرِيد بِهِ الِاتِّحَاد ليتشبت بِهِ الاتحادي وَيقسم بِاللَّه جهد أيمانه أَنه مَعَه وَهَذَا دأب أهل الْبَاطِن أَنهم يروجون مَذْهَبهم بانتسابه إِلَى بعض أهل الْحق عِنْد الْجُهَّال مِمَّن لَا تَمْيِيز لَهُ بَين الْأَقْوَال كالشيعة ينتسبون إِلَى الإِمَام جَعْفَر الصَّادِق وَهُوَ بَرِيء مِنْهُم ومتنزه عَنْهُم عِنْد من يعرف مقَامه ويتبين لَهُ مرامه حِين يسمع كَلَامه وكالملحدين يتعلقون بأشعار الْعَطَّار والحافظ ومير قَاسم الْأَنْوَار وأمثالهم من أَرْبَاب الْأَسْرَار وكما أَنا المبتدعة كلهم يستدلون على مدعائهم بِالْآيَاتِ القرآنية وَبَعض الْأَحَادِيث النَّبَوِيَّة وَالْحَاصِل أَن الْقُرْآن وَكَلَام أهل
1 / 39