مُشَاهدَة الْحق حَتَّى باين عَن مُلَاحظَة الْخلق فَقَالَ مَا قَالَ وَأما فِرْعَوْن فَقَوله نَشأ من غَلَبَة رُؤْيَة نَفسه وجسمه ومطالعة كَثْرَة حشمه وخدمه وَذهل عَن مُشَاهدَة خالقه ومنعمه وكبريائه وعظمته وبهائه وَلِهَذَا اخْتلف الْعلمَاء فِي حق الْمَنْصُور وَاتَّفَقُوا على كفر فِرْعَوْن المهجور هَذَا وَقد قَالَ الإِمَام الرَّازِيّ إِن المجسم مَا عبد الله قطّ لِأَنَّهُ يعبد مَا تصَوره فِي وهمه من الصُّورَة تَعَالَى منزه عَن ذَلِك قلت فالوجودي كَذَلِك فَإِن تصَوره على وَجه تنزه سُبْحَانَهُ عَمَّا هُنَالك وَمِمَّا يدل على بطلَان مذْهبه أَنه سُئِلَ أَبُو حنيفَة عَمَّا لَو قيل أَيْن الله تَعَالَى فَقَالَ لَهُ كَانَ الله قبل أَن يخلق الْخلق وَيُقَال كَانَ الله وَلم يكن أَيْن وَلَا خلق وَلَا شَيْء وَهُوَ خَالق كل شَيْء وَأما حكم النَّبِي ﷺ عِنْد إِشَارَة الْأمة إِلَى السَّمَاء بِكَوْنِهَا مُؤمنَة فباعتبار أَنَّهَا يظنّ بهَا أَنَّهَا من عَبدة الْأَوْثَان فبإشارتها إِلَى السَّمَاء علم أَن معبودها لَيْسَ من الْأَصْنَام وَأما قَوْله تَعَالَى ﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَه وَفِي الأَرْض إِلَه﴾ أَي معبود فيهمَا ومتصرف فِي نفسهما وأهلهما وَأما مَا نقل عَن بعض العارفين كَانَ الله وَلم يكن مَعَه شَيْء والآن على مَا كَانَ عَلَيْهِ فَمَحْمُول على مُشَاهدَة
1 / 23