Kitab al-Radd wa-al-ihtigag ʿala al-Hasan b. Muhammad b. al-Hanafiyyat
كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية
Genres
Shia Jurisprudence
Your recent searches will show up here
Kitab al-Radd wa-al-ihtigag ʿala al-Hasan b. Muhammad b. al-Hanafiyyat
Hadi Ila Haqq Yahya d. 298 AHكتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية
Genres
فكذلك ولله الحمد الأمر فيما أعطى الله العباد من حجته؛ فيما فضل به من شاء من بعد ذلك من خليقته، فأما من سلب عقله من المجانين والأطفال، فلم يوجب الله عليهم الأعمال، بل أزاح ذلك عنهم، ولم يوجبه عليهم. وحالهم في وقتهم ذلك عند الله فحال لا يسألهم فيها عما افترض من الأعمال حتى يفيقوا، ومما هم فيه يخرجوا، ويبلغ الأطفال من الفهم ما يصح لهم به التمييز، ويخرجوا من حال الطفولية والصغر، إلى حال القوة والكبر. وفي ذلك ما قال الرسول صلى الله عليه وآله: (( رفع القلم عن ثلاثة، عن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يفيق، وعن الصبي حتى يعقل )).
والحمدلله العدل في فعله، الرحيم بخلقه، الذي كلف يسيرا، وأعطى عليه كثيرا. تم جواب مسألته.
الإرادة، هل إذا أراد الله شيئا كان أم لا؟
ثم اتبع ذلك المسألة عن الإرادة، فقال: أخبرونا عن الارادة، إذا أراد الله شيئا، يكون؟ أولا يكون؟ فإنه قد قال: {فعال لما يريد} [هود: 107. والبروج: 16].
فإن قالوا: نعم، قيل لهم: وهل(1) أراد الله أن يدخل خلقه كلهم في الهدى؟ فإن قالوا: نعم، قد أراد أن يدخلوا كلهم في الهدى على غير جبر منه ولا إكراه، فيقال لهم: فهل دخلوا في الهدى كما أراد، على غير وجه الجبر منه لهم والاكراه؟ تمت مسألته.
جوابها
وأما ما سأل عنه من إرادة الله سبحانه، فقال: إذا أراد الله شيئا يكون؟ أو لا؟ فإنه قد قال الله: {فعال لما يريد} [هود: 107، والبروج: 16]، فكذلك قولنا في خالقنا، ومصورنا وبارئنا، ومميتنا ومحيينا، سبحانه وجل وتقدست أسماؤه، كما قال في نفسه: {فعال لما يريد} فكل ما شاء أن يفعله سبحانه فعله.
ثم نقول، من بعد اثبات القدرة للرحمن، ونفي التشبيه والتجوير عنه في كل ما شأن: إن الإرادة من الله على معنيين، نيرين عند من علمه الله وفهمه بينين.
Page 349