Kitab al-Radd wa-al-ihtigag ʿala al-Hasan b. Muhammad b. al-Hanafiyyat

Hadi Ila Haqq Yahya d. 298 AH
184

Kitab al-Radd wa-al-ihtigag ʿala al-Hasan b. Muhammad b. al-Hanafiyyat

كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية

ثم قال: إن معنى قوله سبحانه، وجل عن كل شأن شأنه: {وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون}، هو جبر منه لهم على إسلامهم، وإخراج لهم من ضلالهم وكفرانهم؛ بالجبر والتحويل والقسر، واحتج في ذلك بقول الله سبحانه: {وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان}، فلا تأويل معنى(1) الإسلام من الخلق أصاب، ولا في معنى ما ذكر الله عز وجل من التحبيب والتكريه أجاب.

وإنما معنى قول الله سبحانه: {وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها}، هو المعرفة به، والإقرار بربوبيته، وأنه الخالق غير مخلوق، والرازق غير مرزوق، كما قال سبحانه: {ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون} [العنكبوت: 61]. فهذا معنى ما أراد الله والله أعلم بقوله: {وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها}؛ لأن الإسلام يخرج في اللغة على معنيين:

فأحدهما: الإقرار بفعل الفاعل والتسليم له، وترك المكابرة له في فعله، والمعاندة له بالانكار لما يحدث من صنعه.

والمعنى الثاني: فهو الاستسلام لأمر الآمر، والإنفاذ لما حكم به، والانقياد لجميع ما قيد إليه وصرف من الأفعال فيه.

Page 481