Kitab al-Radd wa-al-ihtigag ʿala al-Hasan b. Muhammad b. al-Hanafiyyat

Hadi Ila Haqq Yahya d. 298 AH
177

Kitab al-Radd wa-al-ihtigag ʿala al-Hasan b. Muhammad b. al-Hanafiyyat

كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية

وأما ما تكلم وموه به فقال: إن سالونا عن أفعال العباد: مخلوقة هي؟ أم غير مخلوقة؟ ثم قال: هي مخلوقة؛ إذ نسبها الله إليه، كما نسب غيرها من أفعالنا إليه، من ذلك قوله: {والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا}، وقال: {وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم}، والسرابيل والبيوت العباد يعملونها، وقد نسبها الله جل جلاله إليه، فكذلك أعمالنا، هي منا وهي فعله فينا(1).

فجوابنا في ذلك: أنه بخلاف ما قال، وأنه قد أخطأ في القياس؛ إذ قاس أفعال العباد التي هم فعلوها(2)، ومن بعد العدم أوجدوها؛ إلى ما فعلوا فيه؛ من خرز الجلود، وعمل الحديد، ونسج الثياب التي الله تبارك وتعالى خلق أصلها، وأوجد أولها وصورها، فلما أن كان الله سبحانه الذي أوجد ذلك كله؛ كان هو الجاعل له في أصله، والممتن به على جميع خلقه، وأفعال العباد في ذلك فلم يخلقها الله سبحانه، ولكن الله أوجد ما ذكر من أصولها، والعباد صنعوا ما صنعوا فيها، وعملوا ما عملوا منها، فنسب الله إليه صنع ما أوجد من هذه الأصول التي فرعت، وجعلت ونقلت. فبين هذا وبين أفعال العباد فرق عند من كان له عقل.

هل(3) رأى أو سمع خلق في شيء من الكتاب المنزل، أن الله سبحانه ذكر أنه فعل شيئا مما فعلوه؛ من الفجور والردى، وشرب الخمور وارتكاب الهوى؟ بل نسب ذلك كله إلى فاعله، ونفاه سبحانه عن نفسه.

Page 474