Rabb Thawra
رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة
Genres
تطور عقيدة الخلود الفرعونية وسيادتها العالمية: وقد وضع لمناقشة الحد أو المدى الذي وصلت إليه عقيدة الخلود الفرعونية في تطورها.
خاتمة:
تلخص أهم نتائج الباب الثالث، وأهم نتائج الدراسة بكاملها.
6
ومما تجدر الإشارة إليه - بالإضافة إلى ما سبق - مصادر هذه الدراسة ومراجعها، التي سأورد أهمها وأكثرها؛ اعتمادا في الحواشي بالطريقة التقليدية في مواضع الاستشهاد بها، بينما سأقوم بجمعها كلها في نهاية الدراسة، مرتبة حسب الحروف الهجائية لأسماء مؤلفيها. إلا أن المصادر المصرية القديمة ذاتها كانت هي المعتمد الأساسي، وعمد موضوعات بحثنا، ولما كانت العودة إلى هذه المصادر بلغتها القديمة أمرا يفوق قدراتنا، فقد تم استخراج هذه المصادر من مراجعها الموثوقة بكل الدقة المطلوبة - قدر القدرة والإمكان المتاح - وتصنيفها حسب مقتضيات الحديث وسياقه.
ولعله من الأفضل إلقاء إطلالة سريعة على هذه المصادر الأساسية؛ لمعرفة ماهيتها باعتبارها أهم الأعمدة المصدرية.
لقد قسم الآثاريون هذه النصوص - والتي تجمعها كلها رابطة واحدة هي أنها كانت جنازية تكتب في التوابيت والمقابر - إلى أنواع، أعطوا لكل منها اسما مستمدا من هويتها، وأهمها لهذا البحث كانت: (1) متون الأهرام
وتعد هذه المدونات أقدم ما حفظ للإنسانية على الإطلاق من نصوص دينية مكتوبة وصلت لنا، وهي نصوص مستفيضة تكشف عن كثير من عقائد المصريين وأفكارهم الدينية والسياسية والفلسفية، عمد إلى نقشها على جدران غرف الدفن وبعض الغرف الملحقة بها داخل الأهرام، ملوك الأسر الحاكمة في الدولة القديمة، منذ بداية الأسرة الخامسة على وجه التقريب. ويقول د. عبد العزيز صالح إنها قد «نقشت ... لأول مرة في هرم ونيس
28
في أواخر القرن الخامس والعشرين ق.م على وجه التقريب. غير أن هذا لا يعني أنها ألفت في عهده لأول مرة، أو أنها كانت من وضع فرد بعينه، وإنما هي على الأرجح من إنتاج عصور وقرون طويلة، وإنتاج كفايات فكرية متباينة، ومذاهب دينية متعددة، ظلت نصوصها وأفكارها متفرقة قبل عهد ونيس في صدور الكهان وعلى صفحات البردي وسطوح الفخار والأحجار، وعلى أفواه الرواة والمحدثين عهودا طويلة، حتى صحت الرغبة في عهد ونيس في تسجيلها في باطن هرمه؛ تأكيدا لاستفادته الأخروية من تراتيل الدين التي تضمنتها. وترتب على تنوع مصادر متون الأهرام وتعدد مؤلفيها، أن خرجت في نهاية أمرها تحمل أكثر من دلالة على أصحابها، وتحمل أكثر من دلالة للباحثين فيها، وظهر فيها كثير من أسماء الأرباب القدامى وصفاتهم، وكثير من تصورات المفكرين عن الخلق الأول، ونشأة الوجود، وكثير من قصص المحدثين ...»
Unknown page