Rabb Thawra
رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة
Genres
12
ومثال ذلك ما جاء مسجلا على قبر آنتي نبيل دشاشة:
أما من جهة كل الناس الذين سيعملون السوء
ضد هذا (يريد القبر/المؤلف)، فإنهم سيحاسبون
على ذلك أمام الإله العظيم، «رب الحساب».
13
ولما كانت فكرة الحساب ملكية النشأة والفكر، لتحقيق أغراض الطبقة العليا من القوم، فقد كان طبيعيا أن يكون هذا المعبود الكبير رب الحساب هو رع إله الملكية المنهارة، وهو بالطبع من سيكون «رب المحاسبة في الآخرة»،
14
وهكذا لم تترك الحكمة الملكية عالم الخلود منحة للجماهير دونما أي مقابل، بل وضعت للخلود شروطا صارمة، ولم تعد مجرد الشهادة لأوزير بأنه إله كافية، كما لم يعد كافيا الإيمان بخلوده وانتصاره على الموت حتى يخلد المؤمن مثله، وإنما كان على المؤمن أن يستعد للحساب بأن يتصف بنفس صفاته؛ العدل، والمحبة، وسلامة الخلق، والسلام، وأهم من ذلك كله «طاعة الملك» الذي هو أوزير بذاته.
ويؤيد وجهة نظرنا في كون فكرة الحساب كانت ملكية الأصل، ما يمكن استنتاجه من بعض المتون الملكية؛ فهناك ما يوحي بأن تطبيق الفكرة في بدايتها قد اقتصر على حساب الجماهير فقط، ولم يتناول شخص الملك، فالنص المذكور آنفا عن الملك يونس يتابع قائلا:
Unknown page