160

Rabb Thawra

رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة

Genres

إله الموتى في منف وقد ذاع صيته، حتى أصبح ابنا للإله فتاح، وانتهى بالاندماج فيه. «خنتي أمنتي

Khentamentiu »:

أول إله للموتى في أبيدوس عندما كانت عاصمة لمصر في عهود التوحيد الأولى، ويعني اسمه «أول أهل الغرب، وهم الموتى.»

40

هذه أهم آلهة الموتى التي عرفت حتى قيام الأسرة الرابعة، وليس بينها واحد باسم أوزير، بل ولم يرد اسم أوزير حتى مع بداية سيادة رع؛ حيث كان لدى رع ولد يرعى الموتى هو أنوبيس، ولا في عهد السيادة المنفية الفتاحية، حيث كان لبتاح ابن يرعى الموتى هو سكر، ولم يكن له مكان حتى في أبيدوس التي قيل: إنها مدينته المقدسة؛ فقد كان إله الموتى فيها في هذه العصور القديمة، هو الإله خنتي أمنتي أول الغربيين.

إذن، فماذا حدث حتى اختفت كل هذه الآلهة؟ أو لماذا توارت في الظل بعد أن غيرت وظيفتها؟ وما هي العوامل التي أظهرت أوزير كإله أوحد للموتى؛ ليصبح هو ال «خنتي أمنتي» الوحيد في أبيدوس، وتبيت أبيدوس مدينته المقدسة حتى نهاية العصور الفرعونية؟! علما بأن أبيدوس كانت حكرا للإله خنتي أمنتي، وكان تاسوعها يتألف من «إلهين باسم خنوم، ثم تحوت، ثم إلهين باسم حوريس، وإلهين باسم وب وات»،

41

دون أي ذكر لأوزير؟!

إذن ، لا بد أن هناك حدثا خطيرا - لم يسجله التاريخ غفلة أو قصدا - جعل الأقدار تلعب بمقدرات آلهة الموتى القديمة جميعا؛ لتضع مكانها إلها واحدا للموتى هو أوزير، فقد أخذ نجم سكر بالأفول عندما ظهر في المدونات «التي تلت الأسرة الرابعة»، مختلطا بالإله أوزير، وكانت هذه أول مرة يظهر فيها لأوزير ذكر، حتى أكد الأثريون أنه «كثيرا ما كان يتعذر على الشخص أن يتفهم أي الآلهة يعنون؛ أيقصدون الإله سوكاريس (سكر) أم أوزيريس»،

42

Unknown page