Rabb Thawra
رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة
Genres
67
وذلك على اعتبار «أن كل الأشياء كانت في علم الخالق بتاح، قبل أن يخلقها»،
68
وبعد أن خلق الدنيا ومخلوقاتها، على عرشه «استراح ...»
69
فأصبح هو فتاح العليم مقدر الأقدار.
وبهذه النظرية التي طرحتها تصورات المدرسة المنفية، في نصوص أغلبها - في رأي المؤرخين - «مصطلحات فلسفية»،
70
استطاع بتاح أن يكون ذا أثر قوي، أثرى الفكر المصري وفلسفته في الوجود، من حيث تأكيده على سبق الفكر للوجود، أو بأن «الماهية سبقت الوجود»، فظل قائما إلى جوار النظرية الأونية في الوجدان والعقول، رغم أن الأيام قد مالت عنه مبكرا إلى رع، بعد أن تدخلت أحداث السياسة، لتضع أقدارها أتباع رع على سدة الحكم، في الأسرة الخامسة وما تلاها، وولت أيام بتاح، ولم يعد للظهور سوى مرة واحدة، أيام الأسرة التاسعة عشرة؛ ليومض ومضة الرحيل الأخيرة.
وظل رع قويا حتى قيام الدولة الوسطى، وحتى ظهور إله جديد هو آمون، إلا أن رع كان قد بلغ من القوة حدا، لم يستطع معه آمون سوى الاندماج فيه؛ ليصبح آمون إله الدولة الرسمي حتى نهاية العصور الفرعونية، ولكن تحت اسم آمون رع، ويقول جريفث: إن آمون كان مجرد «إله محلي، مغمور الشأن، خامل الذكر، في طيبة في عهد الدولة القديمة، ثم علا شأنه وكبرت مكانته، مع قيام الأسرة الثانية عشرة، فإذا به يصبح من فوره آمون رع، ويصبح له معبد عظيم، فلما كان عهد الإمبراطورية، دان القوم لآمون رع رب الحاضرة الملكية، واعتبروه نصير الجيوش الفرعونية، وواهبها الظفر والغلبة، حتى غطى على سائر الأرباب في مصر»
Unknown page