Rabb Thawra
رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة
Genres
وليكتمل الوجود بصورة سوية؛
فقد تسلل الهواء بين طبقات التراب،
فأحاله طبقتين منفصلتين
حمل إحداهما إلى الأعالي
فتكون العماد الخامس من أعمدة الوجود المنظور
وهو: السماء
وهنا تنتهي قصة التكوين الكوني في النظرية الأونية، لتبدأ - وفي إطارها - قصة التكوين الكائنية الحية، ممثلة بعدد آخر من الآلهة، ليسوا بالآلهة الكونية، إنما هم آلهة بشرية، لتفسير الوجود الكائني، تصورهم مفكرو أون على شكل أربعة من الآلهة البشرية؛ هم: أوزير وإيزي وست ونبت حت، نشئوا نتيجة طبيعية خالصة للتفاعل بين عناصر الكون؛ السماء بأمطارها ورياحها، وحرارتها، ومختلف ظواهرها، بالأرض وخصبها، وترابها ومياهها ، وإمكانيات الحياة فيها، وأصبحت مهمة هؤلاء البشر إنجاب الذرية البشرية، لتعمير الأرض بالإنسانية.
وحتى تكتمل فلسفة أون؛ لم يفتها وضع تفسير لوجود الكائنات الأخرى غير الإنسانية، فجعلت أوزير أحد الإخوة الأربعة رمزا للنيل، ولما كان المصريون يرون في النيل سر الحياة لكل الموجودات، نباتا أو حيوانا أو إنسانا، فقد أصبح أوزير تفسيرا سهلا لوجود هذه الموجودات.
وبذلك ألفت هذه المجموعة الإلهية الكونية والكائنية الحية، تسعة من العناصر، أطلق عليها كهان العصر «تاسوع أون»،
35
Unknown page