فأجبته بإيجاز: اسمي نديم. - نديم من؟ - إنه اسم لا صفة، كأنك تبحث عن شيء؟!
فقال بحيرة: ملابسك غريبة، أأنت من أهل المكان؟ - إني أزوره أحيانا التماسا للنزهة. - متى زرته آخر مرة؟ - منذ شهر.
فأشار إلى موضع من الرمال المترامية، وقال: كان هنا يقوم قصر الملكة.
فتساءلت بذهول: أي ملكة؟
فأشار إلى موضع آخر، وقال: وذاك موضع دار القضاء.
فداخلني شك في عقله، وسألته: متى زرت المكان آخر مرة؟
فقال دون مبالاة: منذ خمسة آلاف سنة!
فلم أتمالك من الضحك، فقال ببرود: ماذا يضحكك يا هذا؟!
وجعلت أنظر إليه في حذر متحاشيا إثارته، فقال وهو يشير إلى موضع جديد: وهناك كانت تصدح أرجاء البهو بالغناء.
فقلت أجاريه متظاهرا بتصديقه: مائة عام كافية لتغيير أي مكان ... فما بالك بخمسة آلاف سنة، من حضرتك؟
Unknown page