التفت رجل - حدست أنه رئيس القوة - إلى المقبوض عليه، وسأله: أحد زملائك؟
فأجاب الشاب بوجه متجهم: لم أره من قبل.
فنظر الرجل نحوي، وسألني: هل تردد الكلام نفسه، أو توفر على نفسك وعلينا العناء، وتعترف؟
فهتفت بحرارة: أحلف بالله العظيم على أنه لا علاقة لي بشيء مما تظنون.
فمد يده نحوي، قائلا: بطاقتك.
أعطيته البطاقة، فقرأها ثم سألني: ما الذي جاء بك إلى هنا؟
فأومأت إلى الرجلين، وقلت متشكيا: جاءا بي قسرا. - اقتنصاك من عرض الطريق؟ - جئت الحارة للسؤال عن الباقلاني. - ماذا يدفعك للسؤال عنهم؟
فارتبكت وتحيرت وشعرت بالحذر الواجب أن يشعر به من يجرى تحقيق معه، قلت: قرأت عنهم في التاريخ، وأنهم كانوا يقيمون في ثالث بيت إلى يمين الداخل إلى هذه الحارة. - دلني على المرجع الذي قرأت فيه ذلك.
فغصت في الحيرة أكثر، ولم أحر جوابا، فقال: الكذب لا يفيد، بل إنه يضر!
فتساءلت في شبه يأس: ماذا تريدون مني؟
Unknown page