فالآن نمت فلا هم يؤرقني
تهدا العيون إذا ما أودت الحرم
وبعد، فهذا ما يملك قلبي من الترجمة عن بعض حب الولد، وإن مما يتدسى من العواطف في أطواء الجنان ما لا يستطيع أن يبلغه القلم أو اللسان، وذلك غير ما استعنت به من أقوال صدر من أعلام البيان، وعلى رأسهم سيد الأنام - عليه الصلاة والسلام.
أكرههم
نعم! وأكرههم بقدر ما أحبهم؛ أكرههم لأنهم لو لم يكونوا ما جهدت هذا الجهد في السعي عليهم، ولا تعنيت هذا العناء في تربيتهم والترفيه عنهم، بلى لبقي لي فضل أتمتع به في الحياة وأنعم.
أكرههم لأنهم لا يجزون من العطف علي والرقة لي، ولو بنسبة واحد في المائة من عطفي عليهم ورقتي لهم.
أكرههم لأنني إن استنظرتهم لم يصبروا، وإذا واتيتهم لم يشكروا.
أكرههم لأنهم قد يدفعونني إلى سوء الخلق والتحيف من المروءة، وحسبي في هذا قول النبي
صلى الله عليه وسلم : «إن الولد مبخلة مجبنة.»
أكرههم لما يحز من الآلام في قلبي كلما شكا أحدهم أو ألمت به علة، فكيف بما هو أكثر من ذلك مما يطير اللب، ويخلع شعب القلب، والعياذ بالله!
Unknown page