Quenching the Thirst with the Sessions of the Branches of Faith
ري الظمآن بمجالس شعب الإيمان
Publisher
مكتبة دروس الدار
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٤٤ هـ - ٢٠٢٢ م
Publisher Location
الشارقة - الإمارات
Genres
الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا﴾ [الشورى: ٥٢].
فذكر الله -جل وعلا- في هذه الآية أن الوحي روح من الله ﷾ فالله يضرب المثل للوحي الذي أنزله حياةً للقلوب ونورًا لها: ومن ذلك أن الله -جل وعلا- ضرب له مثلًا بالماء الذي ينزله من السماء حياةً للأرض ويقول -جل وعلا-: ﴿أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ﴾ [الرعد: ١٧]. فشبَّهَ اللهُ العلمَ بالماء المنزَّل من السماء؛ لأنَّ به حياة القلوب كما أنَّ بالماء حياةَ الأبدان؛ فهذا يدل-إخواني في الله-على أنَّ حاجةَ النَّاسِ إلى معرفة الأنبياء والمرسلين والإيمان بهم كما أمرهم الله -جل وعلا- فوق كل حاجة وفوق كل ضرورة.
ما على الرسول إلا البلاغ:
من رحمة الله -جل وعلا- بنا أن أمر هؤلاء الأنبياء والرسل بالبلاغ قال الله سبحانه: ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾ [المائدة: ٦٧]
فنحن -يا إخواني- نؤمن بأن الأنبياء والرسل سفراءُ الله إلى عباده وحملةُ الوحي، ومهمتُهم هي إبلاغُ الأممِ الأمانةَ التي تحمَّلُوها من ربهم ﷾ وقد بلَّغ نبينا ﷺ الرسالة، وأدى الأمانة، وجاءنا بهذا الكتاب العظيم، وبهذا البيان والوحي الإلهي من رب العالمين ﷾.
ومن رحمة الله -جل وعلا- بالأمم أن الله أمر الأنبياء بالدعوة إليه -جل وعلا- وبيانِ أمره، ودعوة الناس إلى توحيده؛ فالأنبياء والمرسلون يدعون إلى توحيد الله وإلى كل خيرٍ أَمَرَ الله به، ويَنهَون عن الشرك، وعن كلِّ شرٍّ نهى الله -جل وعلا- العباد عنه، والأنبياء والمرسلون مبشِّرُون ومُنْذِرون كما وصف الله -جل وعلا- نبيَّنا ﷺ بأنه كان بشيرًا ونذيرًا. فمن أطاعهم دخل الجنة، ومن عصاهم دخل النار؛ قال الله -جل وعلا-: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (١٢٣) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا﴾ [طه].
2 / 20