============================================================
كنت بقرطبة فى مسجدها الجامع فى المقصورة يوم جمعة، وكان فى الجماعة رجل يتنفل ، ويعلن بالقرآن ، إلى آن دخل معاوية بن صالح المقصورة، وهو يومئذ القاضى وصاحب الصلاة، فسمع إعلان الرجل بالقراءة، فمضى إليه فأخذ قلنسوته من رأسه، ثم رمى بها إلى ناحية من نواحى المقصورة، والتاس مجتمعون، ثم قال له عند أذته : إلى حيث انتهت قلنسوتك ثم ينتهى أذاك، ثم اتتهى معاوية الى مرضعه.
فلما سلم الرجل سئل عما قال له، فأخبر به.
قال لى محمد بن عبد الملك بن آيمن : كان قد ثال معاوية خمول(1) فى أيام الأمير عبد الرحمن، رحمه الله، فبينما الأمير جالس فى السطح يوما إذ نظر إلى معاوية بن صالح خاطرا فى القنطرة، فذكره وذكر خموله وماصار إليه، فأرسل فيه ووصله وأعاده إلى حسن نظره .
قال محمد: سمعت من يقول: إن سعيد الخير ، ابن الأمير، شفع له إلى أبيه عبد الرحمن حتى رضى عنه وأعاده إلى حسن رأيه.
قال محمد: وكان معاوية بن صالح قد عقد صهر أ مع زياد بن عبد الرحمن، وذلك أنه أنكحه ابنة له، تسمى: حميدة، ومنها ولد زياد، فعرض لزياد مع ختنه معاوية عارض خفظ يومئذ، وتحدث به، وذلك أن زيادا رغب آن ينظر إلى زوجته فى بيت آبيها قبل بنائه بها، على ما يفعله (1) المطبوعتان المصريتان: " خمولا"
Page 55