============================================================
ذكرالقاضى ترةب هشلاح حدثنى أحمد بن فرج بن منتيل ، قال : حدثنى أبو محمد مسلة بن زرعة بن دوح بالعريش ، بالشام ، وكان شيخا كبيرا قد نيف على المائة، فيماذكر لى ، وأدرك حرملة صاحب الشافعى ، وحدثنى عنه وعن أمثاله ، وذكر لى أنه من موالى بنى أمية ، وكان ذا علم بأخبارهم القديمة والحديثة، وآخبار بلاد الاندلس، محبالهم ، متشيعا فيهم، وكنت تد نظرت يوما فى بعض جوامع بواديهم إلى خطب مكتوة بخط غليظ فى رق ملصق فى الحائط بحذاء المنبر، الذى يخطب عليه، فكان إذا قعد للخطبة نظر إليها، فلم يدخل عليه سقط ولا تلعثم، فتكلمت معه فى ذلك، وعبت عليهم ، وقلت لهم : أتم أهل المشرق المنسوب إليهم البلاغة والخطب على البديهة، وتفتقرون إلى مثل هذا مارآيت مثل هذا فى شىء من نواحى المغرب، وهم أضعف الناس فى البلاغة كمل(1) تقولون ، فقال لى : قد كان ألطف من هذا عندكم ، وفى بيضة بلدكم ، وموضع سلطانكم ، كان يخبرنى أبى عن جدى أنه كان عندكم بقرطبة قاض فى الزمان ، يسمى : عنترة بن فلاح، وكان تقيا ورعا، استسقى يوما بالناس فأحسن فى دعائه وقيامه بالخطبة، فقام إليه رجل من عامة الناس، فقال له : أيها القاضى الواعظ، قد حسن ظاهرك فحسن الله باطنك، فقال له : آمين لنا آجمعين، فهل أضمرت شيئا (1) الأصول : * بما"
Page 44