============================================================
ملتبسات الأمور، وأن يكون قموده لهم ، وتصرفه فى النظر بينهم ، بشاط وقلة فتور، ليكون ذلك أقوى له، وأتقن لمايحكمه ويبرمه، من سياستهم وتدبيرهم ، إن شاء الله.
وأمره آن يسمع من الشهود شهاداتهم على حقها وصدقها، ويستقصيها ، حتى لايبق عليه شىء منها ، ومن المثزكثين تزكيتهم، ويكثر البحث والفحص عن أمورهم أجمعين ، ويسأل عنهم أهل الصلاح والدين والأمانة والثقة والدعة(1) ، ممن يعرفهم ويبطين أحوالهم (2) ، ولا يعجل يامضاء حكم حتى يستقصى حجج الخصوم وبيناتهم ومزكيهم، ويضرب لهم الآجال، ويوسع فيها عليهم حتى تتجلى له حقائق أمورهم، وتنكشف له أغطيتها ، فإذا أتى عليها علا وأيقنها إيقانا ، لم يوخر الحكم بعد اتضاحه وظهوره وثبوته عنده، وعند من يشاوره من فقهائه .
وأمره أن يطالع بكتبه، فى الحوادث التى يحتاج فيها إلى المزامرات، فيما أشكل عليه، واستغلق له ، واحتاج إليه فى النوازل ، ابراهيم بن حرب القاضى، ليرد عليه منه مايعمل به، ويمتثله، ويقتصر عليه، ويصير إليه، لتكون موارد آموره ومصادرها، ومبتدأ فواتحها[ مصحوبة](2) بالتسديد، مقرونة خواتمها بالتأييد، ان شاء الله .
هذاعدى إليك ، وأمرى إياك، وإسنادى إليك ما أسنده، وشويضى إليك مافوضت، فإن تعمل به مؤثرا لرضى الله وطاعته، (1) كذا فى الاصول، ولعلها : الورع (2) ببطن أحوالهم : يعرف باطنها وخفيها (2) بمثل هذه الكلمة يستقيم الكلام
Page 42